سمحت وزارة العدل التركية لوفد من ثلاثة نواب من حزب السلام والديمقراطية الكردي المعارض، بزيارة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان. تأتي هذه الزيارة في إطار الجولة الثانية من محادثات السلام التي أطلقتها أنقرة مع المتمردين الأكراد التركية في ديسمبر الماضي، وقال الحزب في بيان إن وزارة العدل وافقت على زيارة الوفد الذي سيتوجه صباح اليوم إلى جزيرة إمرالي المسجون فيها أوجلان منذ عام 1999 حيث يقضي عقوبة السجن المؤبد، وتقع الجزيرة في شمال غرب تركيا قرب مدينة بورصة في بحر مرمرة، وأوضح البيان الذي وقعه كل من الرئيس المشارك للحزب صلاح الدين دميرطاش ونائبته غولتان قيشه ناق، أن زيارة وفد الحزب لإمرالي كان ينبغي أن تتم منذ فترة طويلة، لأن أوجلان يرغب في إجراء مشاوراته مع الحزب إيماناً منه بأهمية المفاوضات، وتعتبر هذه الزيارة التي كانت مرتقبة منذ عدة أسابيع مؤشرا على استمرار محادثات السلام بعد اغتيال ثلاث ناشطات من حزب العمال في العاصمة الفرنسية باريس يوم 9 جانفي الماضي والذي أثار مخاوف من توقف المفاوضات، وأعطت الوزارة موافقتها على لائحة أعضاء الوفد التي أبلغها بها الحزب أمس الأول، وهي تضم كلا من رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب السلام والديمقراطية ونائبي الحزب بالبرلمان التركي ، وكان حزب السلام والديمقراطية قد قدم لائحة غير رسمية في الأسبوع الماضي ضمت أحمد ترك الرئيس المشترك لحزب المؤتمر الديمقراطي ودميرطاش وبولدان، إلاّ أن تقارير أشارت إلى أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان رفض اللائحة وطلب من الحزب إعداد لائحة أخرى، وأكد بولند أرينج نائب رئيس الوزراء التركي أن هذه الزيارة وهي الثانية خلال هذا العام بعد زيارة وفد برلماني للجزيرة يوم جانفي الماضي، تثبت تصميم الحكومة على خوض عملية السلام "حتى نهايتها"، وتهدف تلك المفاوضات التي تجري بين جهاز المخابرات التركي وأوجلان، إلى إقناع قيادات وعناصر حزب العمال الكردستاني بالتخلي عن السلاح من أجل الوصول إلى حل المسألة الكردية، في إطار عملية متكاملة لإحلال السلام بالبلاد.