تعرض الوزير القديم جدا شريف رحماني إلى هجوم إعلامي منذ أزيد من سنة، ورغم انه التزم الصمت وكافأ أتباعه أصحاب الهجوم بالصمت أيضا، إلا أنه للزلازل الكبيرة ارتداداتها، وأنا بفهمي المحدود وعقلي الصغير أتساءل إن كان الحديث عن رجل يقارب السبعين أمضى اغلبها في مواقع متقدمة يكون طبيعيا بتلك الطريقة، لقد جاء بعد الشريف أناس من الفراغ وملكوا الغد والأمس دون أن يشير إليهم أحد، بينما يحكي أصحاب الحملة عن بضعة أملاك وصفقات بملايين السنتيمات يمكن لأي مكافح أن يحصلها في عقد من الزّمن، ألم يفعل هذا الكثيرون في أقل من هذه الفترة؟ بل إن رجال أعمال ومال هم اليوم سادة المشهد انطلقوا من الفراغ ليملؤوا الدنيا. وأشير إلى أن رحماني ينتمي لعائلة كبيرة في الجلفة لها أملاكها وجاهها. أنا لا اكره رحماني ولا أحبه، وليس بيني وبينه أية علاقة، لكن يقول أصحاب الحملة أن العقيد أحمد بن شريف خاله، وأنا أعرف أنه ليس خاله مباشرة، وإذا كان الأمر يتعلق بالعرش، فربما أكون أيضا خاله لأني من العرش والرفقة نفسها، ولست في موقع المدافع عن الرجل أو الهجوم عليه، ففي مدينة الجلفة وولاية الجلفة كلها- وهي ولاية يفوق سكانها المليون بثلث المليون، وتحتل المرتبة الرابعة وطنيا- في تلك الولاية يعتقد الجلفاويون أنه ليس لديهم أي رجل يمثلهم في السلطة سوى الشريف رحماني، ويتصورون أن ولايات بنصف عدد سكان الجلفة تملك عشرات الإطارات في كل المجالات؛ لأجل هذا فأنا أعتقد أن الأفضل أن يقدم مهاجمو الشريف دلائل واقعية لهذا الفساد المفترض، وأن يبدأ أصحاب الأيادي البيضاء بأرباب الفساد لنرى من هؤلاء وما ترتيب رحماني بينهم إذا دخل الترتيب. لا أدري كيف أمكن لأمثال شكيب خليل أن يدخلوا ويخرجوا تاريخنا بسرعة محملين بأمجادهم، بينما يوجهون أنظارنا إلى كتاب قديم عن خليدة تومي وأملاك محتملة لوزير في السبعين وشجار فاتحاد بين إخوان الجزائر.