يعرض الرسام محمود طالب هذه الأيام، أحدث أعماله ببهو مركب فندقي بوهران مما يتيح للجمهور المهتم فرصة اكتشاف اللوحات الفنية الجديدة للرسام. ويتم بالمناسبة عرض 28 عملا منها جداريتين، حيث أنجزت جميع الأعمال وفق النمط المجردة، ولا يفرض أي موضوع محدد مسبقا للزائر ليتسنى له "قراءة" العمل، حسب إحساسه ورؤيته الخاصة وثقافته وتربيته الفنية. ويواصل محمود طالب أبحاثه في هذا النمط التجريدي الذي يتقنه، وفي انجاز اللوحات الجدارية التي يخشاها الكثير من الرسامين. وعن أبرز جداريتين أنجزتا في شكل لوحات يقول محمود: "أحب الرسم على مساحات كبيرة فهذه الأبعاد لا تخيفني وإنما تسمح لي بالتعبير بشكل جيد". مضيفا "إنها مزيج بين النحت والرسم. إنني اجري أبحاثي على قطع من الورق، لجدارية واحدة أنجز ما بين 40 و50 وأحيانا إلى غاية 60 مخطط، ثم أبدأ في إلغائها الواحدة تلوى الاخرى حتى أتحصل على وحدة منسجمة وموضوع يعكس إلهامي". وتمثل إحدى الجداريات التي تتألف من أربع لوحات، البحر بكل حركاته سواء في السطح أو في الأعماق كما أن الألوان والأشكال، التي اختارها الفنان تعكس عنف الحركة المتواصلة للأمواج. ويقدم الرسام في هذا المعرض أيضا مقاربة فنية جديدة ورسومات مجسمة، وحتى ثلاثية الأبعاد مشيرا إلى أنها "لوحات تقع بين الرسم والنحت. أستخدم العجين من أجل إعطاء للعمل الفني تركيب وأشكال يمكن لمسها". ومن ناحية أخرى يمكن للزائر عند تأمل اللوحات المعروضة ملاحظة غياب أي اسم أو عنوان في اللوحة، مؤكدا "لا أريد وضع إطار محدد في لوحاتي أو الحد من إدراك الزائر، إنها بدون عنوان ولا اسم وللجمهور الحرية لرؤية ما يشعر أو ما يراه في كل عمل" حسب ما يضيف الرسام. وتشكل لوحة "سيمفونية السلام" الاستثناء، وتعد في الوقت ذاته أحادية اللون منجزة بالأبيض كلية كرمز للسلام وهي مهداة إلى الشعب العراقي. وللتذكير فأن الفنان محمود طالب يحمل في رصيده العديد من المعارض داخل وخارج الوطن، وتعتبر أعماله الخاصة بفن الخط من بين الأفضل في الجزائر والعالم العربي.