قبل جولة فقط من نهاية المرحلة الثانية التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل، يمكن لنا الوقوف أمام نقطة سيكون لها دور فعال في مواصلة المنتخب الوطني الجزائري في تحقيق نتائج إيجابية فيما تبقى من المشوار على أمل تحقيق الهدف الأساسي ل " الخضر " بالتواجد في " ريو دي جانيرو " رفقة كبار الساحرة المستديرة في جوان القادم إن شاء الله، و هذه النقطة هي مقاعد البدلاء التي أصبحت تعُج بعناصر مميزة في جميع الخطوط و أغلبها يملك مستوى لا يبتعد كثيرا عن اللاعبين الذين يشكرهم الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش كأساسيين، و هو ما يجعل التقني البوسني مستقبلا أمام فرصة اختيار الأفضل بكل أريحية خلال الخرجات القادمة لمحاربي الصحراء . دوخة و زيماموش ينتظران عثرة من مبولحي البداية ستكون من مركز حراسة المرمى، حيث أن رايس وهاب مبولحي و رغم حيازته على الثقة الكاملة للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش إلا أنه يواجه منافسة شديدة من طرف عز الدين دوخة من اتحاد الحراش و الذي قدم موسما كبيرا مع ناديه في الدوري المحلي، إضافة الى تمكنه من المحافظة على عذرية شباكه خلال آخر مرة حصل فيها على الفرصة اللعب أساسيا مع " الخضر " ضد بوركينا فاسو بداية الشهر، و في ذات السياق فإن محمد لمين زيماموش هو الآخر لا يزال يمني النفس بالظهور مع التشكيلة الوطنية و هو الذي قاد أبناء " سوسطارة " لتحقيق ثنائية كأس الجزائر و كأس العرب، و هو الأمر الذي يجعل دوخة و " زيما " ينتظران أية عثرة من مبولحي لخطف مكانته . خط الدفاع في أفضل حال بعودة بوقرة وحليش الخط الخلفي و الذي كان يُشكل صداع رأس كبير بالنسبة لوحيد حليلوزيتش في بداية عهده مع المنتخب الوطني خاصة مع اعتزال القائد السابق عنتر يحيى اللعب على المستوى الدولي، عرف انتعاشا كبيرا في الفترة الماضية حيث أن الثنائي الأساسي أصبح ظاهرا للعيان بتواجد المتألقين مجيد بوقرة و سعيد بلكالام، في حين أن كرسي البدلاء أيضا في هذه المنطقة أصبح مزدحما هو الآخر بعد العودة القوية لرفيق حليش مع ناديه أكاديميكا البرتغالي، إضافة الى أن كارل مجاني هو الآخر جاهز لملء الفراغ في قلب الدفاع في حالة تعرض أحد العناصر السالفة الذكر للإصابة أو العقوبة، خاصة و أن لاعب نادي موناكو كسب خبرة كبيرة في السنوات الأخيرة مع التشكيلة الجزائرية . غولام جاهز دائما لتعويض مصباح و فيما يتعلق مركز الظهير الأيسر فإنه أصبح يعيش أفضل فتراته منذ اعتزال المتألق سابقا نذير بلحاج، حيث أن وحيد حليلوزيتش ثبت جمال الدين مصباح كأساسي مفضلا خبرته في القارة السمراء و هو الخيار الذي لم يندم عليه التقني البوسني في نهاية الأمر باعتبار أن مدافع بارما الإيطالي ظهر بمستوى جيد مؤخرا مع " الخضر "، و لكن مصباح يوجد أمام تهديد حقيقي بتواجد فوزي غولام القادم بقوة و الذي تمكن من نيل إعجاب الجميع خلال أول ظهور له بالألوان الوطنية ضد البنين مارس الماضي عندما قدم تمريرة حاسمة و نشط رواقه بطريقة رائعة مؤكدا أنه جاهز دائما لتعويض مصباح .
الظهير الأيمن يبقى العلامة السوداء و تبقى العلامة السوداء الوحيدة بالنسبة للتشكيلة الوطنية في مركز الظهير الأيمن حيث لا يملك الناخب وحيد حليلوزيتش خيارات تُذكر فمهدي مصطفى الذي يلعب أساسيا، لا يجد راحته إطلاقا في هذا المنصب باعتباره يفضل التواجد في وسط الميدان الدفاعي الذي نشط فيه طيلة الموسم المنقضي مع ناديه أجاكسيو الفرنسي، بدليل عدم تمكنه من تقديم الإضافة على الرواق الأيمن مكتفيا بتأمين الشق الدفاعي لا أكثر و لا أقل، و ما زاد في تعقيد مهمة حليلوزيتش في منصب الظهير الأيمن هو الإصابات المتكررة للاعب مثل لياسين كادامورو الذي أظهر في بداية مشواره مع " الخضر " مستوى طيبا قبل أن يتراجع بشكل رهيب بسبب عدم استفادته من المنافسة الرسمية مع فريقه ريال سوسييداد . الوسط الدفاعي أصبح نقطة القوة بعدما كان نقطة الضُعف خط آخر كان يشهد فتورا كبيرا مؤخرا خاصة في كأس أمم إفريقيا الماضية و هو الوسط الدفاعي، عرف هو الآخر انتعاشا كبيرا في الأشهر الأخيرة، حيث كان انضمام لاعب نادي بولونيا الإيطالي سفير تايدر إضافة أكثر من نوعية بالنسبة للتشكيلة الوطنية الجزائرية، حيث أصبح صاحب الاثنين و عشرين سنة نجم " الخضر " الأول، و هو جعل بعض العناصر الأساسية السابقة تنتقل الى مقاعد البدلاء على شاكلة مهدي لحسن و عدلان قديورة، إضافة الى إمكانية شغل مهدي مصطفى لمنصب الوسط الاسترجاعي مثلما يفعل ذلك مع ناديه أجاكسيو و هذا دون نسيان لاعب اتحاد العاصمة حمزة كودري القادر على تقديم الدعم في هذا الخط قادما من كرسي الاحتياط . الوسط الهجومي شهد ثورة مع حليلوزيتش و على شاكلة الوسط الدفاعي، فإن الوسط الهجومي شهد هو الآخر ثورة كبيرة منذ وصول الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش للطاقم الفني للمنتخب، حيث أن البوسني وجد عناصر مميزة في هذا الخط يتقدمها نجم فالنسيا الإسباني سفيان فيغولي، إضافة الى صاحب المراوغات القاتلة ياسين براهيمي لاعب غرناطة، و ذلك دون نسيان فؤاد قادير الذي ذهب ضحية المنافسة و أصبح " جوكير " في مقاعد البدلاء مثله مثل خريج مدرسة وفاق سطيف عبد المؤمن جابو الذي لا يزال الى غاية كتابة هذه الأسطر ينتظر أن يحصل على فرصة اللعب لوقت أكبر مع حليلوزيتش الذي لا يزال مصرا على أن هداف النادي الإفريقي التونسي لا يمكنه التواجد على أرضية الميدان لأكثر من عشرة دقائق . تنافس شديد بين سوداني و براهيمي على الرواق الأيسر و لكي نظهر لقرائنا الكرام مدى درجة المنافسة الذي أضحت موجودة في الوسط الهجومي، يمكننا التطرق الى الرواق الأيسر على سبيل المثال حيث أضحى الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش يملك خيارات لا تعد و لاتحصى، فمن جهة يمكنه إشراك الهداف العربي هلال سوداني الذي أثبت مرارا و تكرارا على فعاليته الكبيرة أمام المرمى ما عدا الخرجة الأخيرة ضد البنين، و من جهة أخرى نجد لاعبا مثل ياسين براهيمي الذي أبهر الجميع خلال أول ظهور له في إفريقيا السوداء ضد رواندا عندما كان صانع الخطر رقم واحد في تشكية " الخضر " قبل تعويضه بسبب الإصابة، كما يُمكن لحليلوزيتش أيضا الاعتماد في هذا المنصب على لاعب مثل غولام و هو خيار أعطى ثماره خلال التنقل الى بورتو نوفو مؤخرا . بودبوز، عبدون و بلايلي ينتظرون الفرصة و نظرا لكثرة الخيارات المتاحة و اشتداد المنافسة في الوسط الهجومي، فإن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش وجد نفسه مُضطرا للاستغناء على العديد من العناصر المتألقة مع أنديتها، فلاعب مثل رياض بودبوز لا يمكنه حاليا الظفر بمركز أساسي في " الخضر " أولا بسبب مستواه و ثانيا بسبب علاقته الباردة مع التقني البوسني، كما أن جمال عبدون و رغم أنه قدم موسما رائعا مع ناديه أوليمبياكوس ختمه بنيل ثنائية الدوري و الكأس إضافة الى جائزة أفضل لاعب في البطولة اليونانية إلا أن فرص تواجده مع النبة الوطنية يبدو مستبعدا مستقبلا رغم تأكيده في الكثير من المناسبات أنه ينتظر حصوله على الفرصة، و هو نفس الحديث الذي ينطبق على الشاب يوسف بلايلي من الترجي الرياضي التونسي الذي يريد التواجد أخيرا مع المنتخب الأول بعد مروره على جميع الأصناف الصغرى للأفناك . جبور و نبيل غيلاس البديلان المثاليان للمتألق سليماني و أخيرا و ليس آخرا، فإن الخط الأمامي للمنتخب الوطني الذي أصبح يضرب بقوة بدليل احتلال هجوم " الخضر " للمركز الثاني من حيث عدد الاهداف المسجلة في تصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل، إضافة الى تواجد إسلام سليماني على رأس الهدافين بخمسة إصابات كاملة، و هذا دون نسيان تواجد عناصر مميزة على مقاعد البدلاء يتقدمها الشاب الصاعد نبيل غيلاس صاحب ثلاثة عشرة هدفا كاملا في الموسم المنقضي في السوبر ليغا البرتغالية و الذي تمكن من زيارة الشباك في أول لقاء رسمي مع المنتخب ضد البنين، كما أن رفيق زهير جبور هو الآخر يعتبر عنصرا مهما و ذلك رغم فشله المستمر في فك عقدته مع محاربي الصحراء رغم أنه نال لقب هداف الدوري اليوناني برصيد عشرين إصابة كاملة مع أوليمبياكوس . قدوم بلفوضيل مستقبلا سيزيد حدة المنافسة و فيما يتعلق بخط الهجوم دائما، فإن حدة المنافسة مرشحة للارتفاع بشكل أكبر مستقبلا و ذلك بعد الانضمام المرتقب للنجم الصاعد للكرة الجزائرية إسحاق بلفوضيل مهاجم نادي بارما الإيطالي و الذي أبدى مؤخرا رغبة ملحة في التواجد مع النخبة الوطنية في الفترة القادمة في حالة تلقيه إستدعاء من طرف وحيد حليلوزيتش، تجدر الإشارة أن بلفوضيل خريج مدرسة أولمبيك ليون الفرنسية تمكن من توقيع ثمانية إصابات كاملة في السيري " آ " مع " الجيالو بلو " و هو ما جعل اسمه متداولا في أكبر الأندية الأوروبية في انتظار ترسيم إنتقاله في الساعات القادمة للعملاق إنتر ميلان .