زعمت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن مصر تمر على نفس السكة التي مرة بها الجزائر خلال العشرية السوداء، محذرة أطراف النزاع بمصر من تجنب السيناريو الجزائري ، الذي قالت أن صداه لا يزال تأثيره باد بعد مرور 20 سنة من تلك الأحداث الدامية التي شهدتها الجزائر خلال التسعينيات. وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن "ظل الجزائر يخيم على مصر"، في إشارة منها إلى أعمال العنف التي شهدتها العشرية السوداء بالجزائر، الجيش وجماعة الإخوان المسلمين بالأخذ بالتجربة الجزائرية والتعلم من الدرس عبر تجنب تكرار ذات التجربة في مصر. وأوضحت الصحيفة البريطانية في مقال لها أنه على الرغم من تجاوز الجزائر لتلك العقبة إلا أنها لازالت متأثرة بعد مرور 20 عاما بأحداث العنف التي شهدتها البلاد في فترة التسعينيات، عقب تعطيل الجيش للمسار الانتخابي الذي كان لصالح الإسلاميين ممثلين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ. وأشارت ذات الصحيفة إلى تصريحات قياديين إسلاميين جزائريين القاضية بتحذير جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعدم اللجوء إلى حمل السلاح بعد عزل الرئيس محمد مرسي على يد الجيش، والذين طالبوهم بألا يسيروا على خطى نهج الإسلاميين في الجزائر، وكذا أخذ العبرة من التجربة التركية والتي أعاد الإسلاميون فيها بناء أنفسهم في تركيا بعد ما أبعدهم الجيش عن السلطة. وترى صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن أوجه الشبه كثيرة بين أحداث الجزائر في العشرية السوداء أي في فترة التسعينيات وأحداث مصر الراهنة التي شهدت عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي بعد عام فقط من توليه منصبه لاستعدائه قطاعات كبيرة من شريحة المجتمع وتحطيمه لأسطورة الإزدهار، وأضافت بأن الفرق الوحيد يكمن في أن الفتنة في مصر لن تأخذ نفس شكل الجزائر حيث سيواجه الجيش تمرد مصري من قبل الجماعات المتطرفة والجهاد الإسلامي.