عرفت السنوات الأخيرة تصاعدا خطيرا في تنامي وتيرة العنف المدرسي داخل المؤسسات التربوية وخارجها بولاية عنابة وهو الأمر الذي كان ولا زال خارج عناية الجهات المعنية التي لم تولي أي اهتمام تجاه القضية التي تنبئ بوشوك انفجار غير مسبوق على مستوى المدارس بمختلف الأطوار والمستويات حيث أخذت هذه الأخيرة منحنيات خطيرة من حيث الاعتداءات التي تطال الأساتذة من قبل التلاميذ وكذلك الأمر بالنسبة للتلاميذ اللذين يعنفون من قبل معلميهم أو المراقبين والإداريين المتواجدين على مستوى مختلف المدارس بالولاية وهو الأمر الذي أكدته العديد من الدراسات التي أجرتها المخابر على مستوى الجامعات والتي كشفت عن تزايد معدل الاعتداءات والمناوشات المسجلة بشكل رهيب ورغم انفجار العنف بمؤسساتنا التعليمية إلا أن الفاعلين في القطاع أهملوا تدارس القضية و لم يكلفوا أنفسهم عناء التشخيص والبحث في الملف التربوي وذلك للكشف عن الأسباب الرئيسية لتنامي هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة والأخطر من هذا أن المؤسسات التربوية لا تتوفر على أية هيئة رسمية تتكلف بتشريح هذا الملف الساخن مع تقديم أرقام دقيقة تساعد المختصين في دراسة الظاهرة التي اجتاحت أقسام المدارس وساحاتها و حتى مراحيضها حيث تتكرر وقائع العنف من مرتين إلى ثلاثة مرات في الأسبوع إلا أن مسئولي قطاع التربية يختبئون في الجحور والجهات المعنية تقف بالمرصاد لوسائل الإعلام لعدم الكشف عن الأرقام الرهيبة حول العنف المدرسي الذي ينجم في معظم الحالات عن الطرق السلبية التي يتعامل بها الأساتذة والمدراء والإداريين مع التلاميذ وتعنيفهم جسديا ولفظيا ليكن بذلك المتتلمذين الأحقاد والضغائن لمعلميهم للانتقام منهم بأي طريقة ناهيك عن توسع رقعة ترويج المخدرات داخل الحرم المدرسي وهي الطريقة الجديدة التي ابتكرتها مؤخرا عصابات الشوارع من بينهم بعض الطلبة اللذين تم طردهم بسبب المشاكل التي تسببوا بها أثناء فترة الدراسة حيث يقوم هؤلاء بتشكيل فرق مهمتها التدخل باستعمال العنف لاسترداد الحق الضائع أو تنفيذ خطة اعتداء ضد فريق أخر وهو الأمر الذي جعل المدارس والمتوسطات و الثانويات تفقد هيبتها أكثر فأكثر ويوما بعد يوم ما فسح المجال واسعا أمام ممارسات لم يشهدها المجتمع الجزائري حتى في الحقبة الاستعمارية وهو ما يهدد بشكل كبير عملية التحصيل العلمي التي تتجه نحو الهاوية أمام هذه المظاهر التي اتسعت رقعتها بشكل مقلق للغاية في المؤسسات التربوية عبر إقليم ولاية عنابة ومن الجانب الأمني وفي تصريح خصت به جريدة المستقبل العربي أكدت المكلفة بخلية الإعلام و الاتصال لمديرية الأمن الولائي بعنابة أن مصالح الشرطة مجندة في كل الأحوال للحد من الظاهرة وتفاديها نهائيا حيث وحسب ما جاء في معرض تصريحاتها لنا أن الجهات الأمنية المختصة قامت بنشر عناصر بالزيين الرسمي والمدني حيث يقومون بشكل يومي بالعديد من الدوريات الراكبة والراجلة بمحاذاة معظم المدارس وذلك للعمل على إحباط الاعتداءات الجسدية والعنف اللفظي مع التهديد بالضرب والجرح ألعمدي بالأسلحة البيضاء الأمر الذي يعرقل سيرورة حسن التمدرس و أكدت ذات المتحدثة حول سؤال المستقبل العربي عن التدخلات داخل الحرم المدرسي أن هناك قانون داخلي للمؤسسات التربوية ولا يمكن التدخل إلا إذا كانت حالات استعجاليه تتطلب ذلك وأردفت مسئولة الاتصال بمديرية أمن عنابة أن كافة التدخلات تكون بعد تلقي اتصالات عبر الرقم الأخضر 15.48 إن كانت هناك أية مشكلة وذلك عبر كافة الدوائر الأمنية على رأسها "البوني" "الحجار" "عين الباردة" و"برحال" كما أفادت محدثتنا أن هناك حملات تحسيسية قامت بها مصالح الشرطة في السنوات الفارطة وستقوم بها خلال السنة الدراسية الجارية لتوعية التلاميذ خاصة في الطورين الابتدائي والمتوسط حول مخاطر المخدرات والاعتداءات على بعضهم البعض وعلى الأساتذة والمراقبين كذا توعيتهم حول حوادث المرور خاصة وأن هناك العديد من المناطق النائية التي لا تتوفر على إشارات المرور أمام المدارس و التي ترشد التلميذ حول الطريق وهو ما يخلف في معظم الأحيان حوادث قاتلة يذهب ضحيتها أطفال لا ناقة لهم ولا جمل في تماطل الجهات الوصية حول العمل الجدي لحماية التلاميذ من مخاطر العنف والموت تحت عجلات السيارات والحافلات التي يقودها بعض من غاب عنهم حس الأبوة وهو ما ناشدت على خلفيته العديد من الجهات الأمنية والمدنية أولياء التلاميذ بالعمل على توعية أطفالهم حول كافة المخاطر التي تحدق بهم