كثفت السلطات في نيبال أمس جهودها لإنقاذ الناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد أمس الأول وأوقع نحو ألفي قتيل وخمسة آلاف جريح، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا مع توالي الأنباء من المناطق النائية واستمرار الهزات الارتدادية، في وقت بدأ فيه وصول أولى فرق الإنقاذ الدولية وقوافل المساعدات الإنسانية للمساهمة في جهود الإغاثة مع فتح السلطات مراكز إيواء لعشرات آلاف المشردين في العراء. وأعلنت وزارة الداخلية النيبالية مقتل 1953 شخصا، بينهم ما لا يقل عن 721 في العاصمة كتماندو وحدها، جراء الزلزال الذي بلغت قوته 7.9 درجات على مقياس ريختر، بينما خلف الزلزال سبعين قتيلا في الهند والصين المجاورتين، وزاد من حجم الدمار الناجم عن الزلزال أنه سطحي وتسبب في انهيار مبان وإحداث شقوق في الطرق، حيث يقع مركز الزلزال على بعد ثمانين كيلومترا شرقي بخارى ثاني أكبر مدن البلاد، وصعدت السلطات الجهود لإنقاذ الأشخاص المحاصرين تحت ركام المباني المنهارة بعد أن ألحق الزلزال دمارا هائلا في مناطق كثيفة بالسكان، في حين أدى انهيار قاتل في جبل إيفرست إلى سقوط 17 قتيلا معظمهم مرشدون محليون، عندما اجتاح الانهيار مخيم قاعدة الجبل حيث كان هناك أكثر من ألف متسلق، بينما يقول مسؤولون إن من الصعب الآن تقدير عدد الضحايا من الأجانب، وبينما عرقلت هزات ارتدادية قوية وانسداد الطرق الرئيسية وقلة المعدات جهود رجال الإنقاذ خلال الليل، استخدم الناس أيديهم في مناطق كثيرة لإخراج أحياء من تحت الأنقاض، في حين سارعت السلطات إلى توفير ملاجئ في العاصمة لعشرات آلاف الأشخاص الذين قضوا الليل في العراء في درجات حرارة وصلت للتجمد وأمطار متقطعة بسبب خوفهم الشديد من العودة إلى منازلهم المدمرة، في غضون ذلك بدأت السلطات إعادة فتح طرق وإرسال طائرات مروحية لإنقاذ الناس في المناطق النائية بعدما دمر الزلزال الطرق وقطع إمدادات الكهرباء والماء عن البلاد، وفي هذا السياق أعيد فتح مطار العاصمة، كما أعيد التيار الكهربائي للمباني الحكومية، لكن الأضرار الجسيمة التي لحقت بخطوط الكهرباء تجعل من الصعوبة إعادة التيار الكهربائي لمعظم أرجاء البلاد التي يبلغ تعداد سكانها 28 مليون نسمة، إلى ذك ضربت هزة ارتدادية قوية نيبال أمس ، الأمر الذي أدى إلى تأرجح ودفع سكان العاصمة كاتماندو للخروج إلى الشوارع مذعورين وذلك بعد يوم من زلزال هائل خلف أكثر من ألفي قتيل، وبلغت شدة الهزة 6.7 درجة، إذ كانت قوية بدرجة تجعلها تبدو كما لو كانت زلزالا آخر، وجاءت في الوقت الذي بدأت فيه إمدادات الإغاثة والأطباء وعمال الإنقاذ يصلون جوا من الدول المجاورة إلى الدولة الفقيرة الواقعة في جبال الهيمالايا.