يتواصل بالمتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية إلى غاية 11 نوفمبر الجاري معرض للجلود تحت عنوان "فن وأصالة و معاصرة "بمشاركة مجموعة من الفنانين والحرفيين العاملين على مادة الجلد.يعرض الفنانون والحرفيون المشاركون في هذا المعرض الذي بادر بتنظيمه قسم الجلود على مستوى المتحف مجموعة ثرية من المنتجات الجلدية تتراوح بين التحف الفنية والسروج والحقائب والاحذية التقليدية.وتجمع المعروضات بين دقة متميزة في الانجاز وإبداعات فنية من ناحية الأشكال والرسومات وانتقاء الألوان التي تنم عن موهبة وحب لهذه الصنعة العريقة .جاءت فكرة هذا المعرض كما أكدته عائشة لعمامرة محافظة المتحف من قسم الجلديات بالمتحف الذي يملك مجموعة من المنتجات الجلدية القديمة وذلك بهدف التعريف بالمنتجات الجلدية الحديثة في الجزائر التي عرفت كما قالت تطورا يتماشى والعصر مع الحفاظ على أصالة المنتوج الجزائري المتميز.وأضافت أن المجموعة المعروضة و التي تمثل مختلف مناطق الجزائر التي تشتهر بالمنتجات الجلدية تتميز بلمسة فنية وجمالية خاصة على مستوى الرسومات والأشكال و الألوان الزاهية.و يتجلى هذا التأثر بالفن التشكيلي من خلال مجموعة الأعمال التي عرضها مهدي مطار الذي تحول من مختص في علم الاجتماع و التهيئة الاقليمية إلى فنان طوع مادة الجلد وحولها إلى تحف فنية جذابة .وكانت بداية المشوار عندما عشق هذا العاصمي مدينة ادرار التي كان يدرس بها ومكث بها الى غاية الانتهاء من مهمته للتحول بعدها -كما قال- إلى حرفة الجلد التي تجمع بين العمل اليدوي و الفني.وقد تنوعت اعماله المميزة بين الحلي و التحف مثل المصابيح و"الاباجورات" التي أنجزت قاعدتها من الجلد المتين المنقوش بزخارف بربرية ورموز محلية مثل "الخمسة" و رقم 7 و لوحات فنية تحمل رسومات متنوعة بعضها منقوش على الجلد والآخر بالريشة.وشمل المعرض أيضا أعمال حرفية أخرى عرضت خلالها السروج التي تتميز بها بعض المناطق مثل تيارت و بلعباس الشهيرة بتربية الخيول والتي عرفت تطورا في الأشكال و الرسومات.وعرفت الحقائب الجلدية من يدوية و حقائب السفر تطورا ملحوظا سواء على مستوى الأشكال أو الألوان و الرسومات أيضا الأحذية التقليدية .ورغم إجماع المشاركون في المعرض على أهمية مثل هذه الفضاءات في التعريف بهذه الحرف إلا أنهم تأسفوا لوضعيتها حيث أصبح "بعضها كما قالوا مهدد بالزوال" بسبب نقص المواد الاولية وغلاءها من جهة وعدم وجود الاهتمام بهذه الحرف حاليا ونقص التكوين من جهة أخرى.