يطالب سكان "عمار العايب" ببلدية واد العنب بعنابة، بضرورة الإفراج عن مطالبهم وانشغالاتهم الكثيرة، منها ربط سكناتهم بالغاز الطبيعي والمياه الشروب وتعبيد الطرقات، وذلك للتخلص من الأوضاع المزرية، مع توفير بعض شروط الحياة التي تساعدهم على الاستقرار والعودة إلى أراضيهم. تحولت القرية بعد العشرية السوداء إلى مجمع سكاني شبه مهجور، لا تصلح فيه الحياة رغم الإمكانيات الطبيعية الهائلة والطاقات الاستثمارية التي تتوفر عليها خاصة في مجال الفلاحة التي تبقى في نقطة الصفر وتتربع قرية "العايب عمار" على مساحة تقدر بحوالي 1200هكتار تقطنها حوالي 100عائلة. رفع سكان "العايب" تقريرا مفصلا حول وضعيتهم السيئة إلى السلطات المحلية، حيث أكدوا خلال رسالتهم التظلمية على ضرورة ربط "دشرتهم" ببرامج تنموية جديدة منها المرافق الحيوية كتهيئة شبكة الطرقات، والتي تتميز بوعورتها وعدم صلاحيتها، لتتعقد وضعيتها أكثر في موسم الشتاء، أين تتحول الممرات الترابية، حيث يصعب على السكان البحث عن وسيلة نقل تغطي احتياجاتهم، لتبقى الجرارات حسب بعض المزارعين بالمنطقة والذين صرحوا لنا أنها من بين الوسائل الصالحة لمثل هذه الطرقات وتخلف هذه الوضعية مشاكل عويصة لتلاميذ المدارس الذين يتنقلون يوميا إلى مدارسهم متأخرين. خاصة مع رفض أصحاب سيارات "الفرود" استعمال مثل هذه المسالك مما يجبر هؤلاء على قطع المسافات الطويلة مشيا على الأقدام للالتحاق بمقاعد الدراسة، ومعاناة أهالي "العايب" حسب شكاوى بعض المنتخبين المحليين تمتد إلى غياب الكهرباء والشبكة الهاتفية والتي تحرم المواطنين من الاتصال بذويهم، إلى جانب هذا يعاني سكان القرية من انعدام فرع إداري خاص باستخراج الوثائق المدنية. وحسب رئيس جمعية الحي فإن سكان هذا الدوار يعتمدون على الفلاحة بالدرجة الأولى وتأتي زراعة الحبوب كالقمح الصلب والشعير والبطاطا في مقدمة المزروعات، كما توجد بها غطاء نباتي هام مما يتطلب توفير آبار مائية، ورغم مجهودات مسؤولي الولاية في هذا الإطار، غير أن هذا المشكل يبقى يشكل عائقا في تطوير الفلاحة في هذه المنطقة التي تعتبر منتجة لمختلف المنتوجات بالإضافة إلى الثروة الحيوانية، ويستعمل فلاحو قرية العايب عمار الحواجز المائية و البرك لسقي أراضيهم و الذي تعتبر موردا رئيسيا للنهوض بقطاع الفلاحة وتوفير مناصب إضافية لشباب هذه القرية. وفي سياق متصل قال أحد السكان ممن التقينا به في طريقنا إلى هذه القرية أن السكان يعانون العطش الدائم رغم توفرها على ثروة مائية هائلة، تستفيد منها القرى المجاورة. وفي هذا الشأن من المنتظر أن تتدعم القرية،بخزان مائي جديد سيوفر للسكان الماء الشروب. إلى جانب ربط سكناتهم بالكهرباء والغاز الطبيعي، وذلك يدخل في إطار استقرار سكان الأرياف مع تعبيد الطرقات وفك العزلة عن المواطنين.