*تباطؤ النمو الأوروبي ضربة مباشرة لتحويلات العملة الصعبة من المغتربين* أكد أستاذ العلوم الاقتصادية و الخبير الاقتصادي عبد المجيد قدي أن الأزمة الاقتصادية العالمية وتباطؤ النمو في الاقتصاد العالمي و خاصة بأوربا، أثرت بشكل كبير و مباشر على حجم تحويلات العملة الصعبة من المغتربين الجزائريين نحو الجزائر، و التي يقدرها البنك العالمي ب 1.94 مليار دولار في 2011 مقابل 2.04مليار دولار في 2010 و2.05مليار دولار في 2009، وهي آخذة في التراجع سنويا و أشار قدي في تصريح للمستقبل العربي أننا لا يمكن أن نعتمد على أرقام البنك العالمي ، موضحا أن تحويلات المغتربين نحو الجزائر أكبر بكثير من المعطيات الرسمية لو أضفيت إليها التحويلات التي تتم عبر القنوات غير الرسمية، ومعظم التحويلات التي تتم في الجزائر تتم عبر القنوات غير الرسمية، لغياب تام لشبكة البنوك في الخارج وبيروقراطية الإجراءات المتصلة بالتحويلات المالية، وتفضيل المغتربين القيام بتحويلاتهم عن طريق السوق الموازية لضمان سرعتها وتلقيها بالعملة الصعبة لا بالدينار الجزائري، وهذا ما يجعل الجزائر لا تستفيد من مغتربيها ، وفي نفس الإطار أضاف المتحدث أن تركز العمالة الجزائرية في الخارج له دور مباشر أيضا في انخفاض التحويلات ، بحيث أن العمالة المهاجرة الجزائرية نجدها في بلدان أوربا الغربية و التي دخلت في نفق اقتصادي مظلم بخلاف العمالة المهاجرة الموجودة في البلدان المصدرة للنفط التي لم تتأثر تحويلاتها بشكل كبير وهذا ما نلاحظه بالنسبة لتحويلات الدول العشر التي تلقت أكبر قدر من تحويلات المغتربين في الخارج على مستوى العالم، بقيمة 18 مليار دولار، وهي الهند، الصين، المكسيك، الفلبين، نيجيريا، مصر، بنغلاديش، باكستان بجانب فيتنام، ولبنان. و أيضا يرى قدي أن هيكل عمر العمالة المهاجرة يدخل في الأسباب، "جزء كبير منها الآن هو على أبواب التقاعد أو في مرحلة التقاعد مع أزمة نظم الحماية الاجتماعية بأوربا"، الأمر الذي ينعكس سلبا على مداخيل المتغربين ومنه تحويلاتهم نحو الجزائر. وفي ما يخص احتياطي الصرف من العملة الصعبة في البنوك الجزائرية فيرى قدي أن البنك المركزي الجزائري يتبع إستراتيجية تجعله في منأى عن الاضطرابات العالمية بفضل إتباعه بنك ا لإستراتيجية تنويع عملات التوظيف ما بين أهم العملات الصعبة، وهذا ابتداء من سنة 2004 بغرض التسيير الجيد لمخاطر الصرف. 5 على هذا الصعيد قام بنك الجزائر ، وهو ما سمح للجزائر من مواجهة التقلبات الكبيرة التي تحدث في الأسواق المالية الدولية. و أيضا زيادة التوظيف في الأصول التي لا تكتنفها المخاطر، و أشار إلى أن توظيف الاحتياطيات النقدية الجزائرية في شكل أذونات الخزانة الأمريكية توظيفا مضمونا إلى جانب التوظيف في الذهب،حيث أن انخفاض قيم ، و يتابع قدي "إلا هذه الهزات الخارجية تؤثر على سعر النفط، ويتعين حماية ميزان المدفوعات من خلال التفكير في إقامة اقتصاد خارج المحروقات.