رغم أن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند للجزائر تم برمجتها من شهور وسمع بها القاصي والداني، إلا أن بعض الأحزاب مع الأسف فاتها السبق ولم تسمع بالزيارة، إلا في الربع ساعة الأخير لهذا قررت الاشتراك في كتابة بيان ترفض بموجبه زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر، بهذه البساطة وبعد الترتيبات وبعد أن صارت الزيارة واقع وتم الترتيب لكل شيء تحركت هذه الأحزاب لتقول " لا " بعد أن كانت تقول " نعم" من خلال صمت دام شهور، ومع الأسف فإن التنديد بالزيارة لم يأتي لقناعة مفادها أن الاستعمار وجب عليه الاعتذار حتى ولو كان الاعتذار هو محور بيان التنديد، وإنما جاءت كموقف سياسي لمحاولة جلب الانتباه وإثارة بعض الجعجعة، ومحاولة خطف البريق واسترجاع بعض التعاطف من الشعب الذي تخلى عن هذه الأحزاب، بعدما كشف أنها أحزاب تفعل الكلام وتتكلم الفعل، فما الذي ستقدمه هذه التشكيلات السياسية من خلال بيان التنديد بالزيارة، ما دام أن الكلام عندنا لا يقدم ولا يؤخر في الأمور، ولو كانت هذه الأحزاب جادة في مسعاها لتحركت فور بداية التحضير للزيارة، وتتحرك فعلا وقولا، ولا تنتظر الربع ساعة الأخير لتكتب بيان تشجب " وتندب" ، مثلها مثل الأنظمة العربية التي تدين عدوان الصهاينة على الأبرياء في فلسطين، وبدلا من أن يتوقف الصهاينة عن غيهم يواصلون إبادة أهل فلسطين، لأنهم يدركون جيدا أن العرب أكبر ما يمكن أن يفعلوه هو التنديد، وإن أضافوا شيء، فهو الشجب بقوة .