الضمير، من منا يذكر هذا " الابن الكلب" ..؟ صراحة لم أعد أصادف هذا " الضمير" سوى في القصص والروايات حينها أتذكر أنه كان ثمة شيء اسمه ضمير، رفع الضمير كما تم رفع البركة، الناس كلها ملهوفة تسعى خلف الفاني والداني، لم يعد يهم لا الفقير ولا اليتيم ولا الجائع، أموال مثل البحر تنهب وتصرف في الشر، ولا أحد يتحرك له جفن أو يرجف له قلب، لأطفال مرضى في المستشفيات، لعجزة يقاسون البرد في العراء، حتى الضمير ربما في حاجة إلى ضمير، قد يبدو كلامي ساذجا وكلام أغبياء، لكن معلش سأعتبرني غبيا وساذجا، بما أن الكلام عن الضمير، صار حالة " ديمودي" ، مع الأسف الأشياء الشاذة صارت قاعدة، والقاعدة صارت شاذة، وما عاد ثمة استثناء، من قبل كانوا يقولون الناس للناس، ولكن الناس اليوم تأكل بعضها البعض من أجل اللاشيء، لدرجة أن المرضى يطردون من المستشفيات ويحرمون من العلاج، ويموتون ببطء دون أن يتحرك فينا هذا الضمير ابن الكلب، فماذا بقي لنا لنحمي بعضنا البعض كمواطنين بسطاء إن مات فينا الضمير والغيرة على بعضنا واقتسام اللقمة بيننا ..؟ الواقع لن يبق شيء سوى انتظار الموت ببطء، لأن الدائرة ستدور علينا اليوم وغدا، إن كان ثمة اليوم من لا يجد قوت يومه، أو لا يجد علاج لمرضه، ولا يجد إخوانه من حوله من هذا الشعب، فالأكيد أنه سيجد الله معه، ولكن لكل ينتظر دوره، ما دام ان الضمير فينا مات .