واصل لليوم الثاني على التوالي، عمال شبه الطبي شل المستشفيات عبر مختلف ربوع الوطن، ودخل الإضراب أمس يومه الثاني، مسجلا نسبة استجابة مرتفعة ما تسبب في شل العمل في المؤسسات الصحية العمومية. واضح رئيس النقابة الوطنية لعمال الشبه طبي، غاشي لوناس، أن الإضراب في يومه الثاني عرف استجابة واسعة عبر مختلف ولايات الوطن، وقدر نسبة الاستجابة ب 90 بالمائة وهي النسبة ذاتها المسجلة في اليوم الأول، وأعرب عن رضاه عن نسبة الاستجابة وتوقع أن تصل في اليوم الأخير من الإضراب إلى نسبة 100 بالمائة. كما أعلن لوناس، أنه في حال رفض الوصاية لفتح باب الحوار ومناقشة مطالب عمال قطاع الصحة العالقة، سيعقد شهر جانفي المقبل مجلس وطني استثنائي، مشيرا إلى أن خيار الدخول في إضراب متجدد كل أسبوع وارد بحكم أن وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات لم تظهر أي نية في فتح باب النقاش ومعالجة المشاكل العالقة. وكشف المتحدث، أن عمال شبه الطبي لن يتراجعوا عن خيار الإضراب، وأضاف أنه جاء كخطوة من النقابة لحث الوزارة الوصية على فتح قنوات الحوار والتجسيد الفعلي لسلسلة المطالب المطروحة وعلى رأسها تأخر دفع أجور الممرضين بعدد من الولايات، موضحا أن لجوء العمال إلى هذا الخيار جاء كحل أخير بعدما يئسوا من "الوعود المزيفة" و"غير المجسدة" من طرف وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات منذ أشهر، كما أنهم لم يلمسوا أية نية في تحسين وضعيتهم المهنية والاجتماعية ولا أية مبادرة من طرف عبد العزيز زياري لدعوتهم للتحاور وفتح أبواب التفاوض بشأن مشاكلهم التي باتت تهدد استقرار قطاع الصحة وخاصة قطاع شبه الطبي الذي يعتبر الدعامة الأساسية في المستشفيات . واستنكر غاشي لوناس، سياسة التماطل المنتهجة من طرف الوزارة الوصية في معالجة مختلف المشاكل التي يعاني منها كل العمال المنتمين لسلك شبه الطبي وعلى رأسهم الممرضون، وأوضح بأن قضية تسوية المطالب العالقة قد عادت إلى نقطة الصفر مع الوزير الجديد بعدما كانت قد وصلت إلى مرحلة التطبيق أثناء عهدة الوزير السابق ولد عباس. من جهة أخرى، أكد غاشي لوناس تمسك نقابة شبه الطبيين بخيار الإضراب، مهددا بالدخول في إضرابات دورية ابتداء من السنة القادمة إلى غاية وضع حل لمشاكلهم التي يتخبطون فيها .