لم يظهر المنتخب الوطني المحلي بمستوى كبير في مباراته أمام نظيره الليبي يوم السبت الماضي رغم كون هذا الأخير كان بعيدا هوالآخر عن مستواه، حيث بغض النظر عن النتيجة، فإن أشبال بن شيخة تفننوا في تضييع الفرص أمام قلة التركيز والتسرع، وقد طغت المحاولات الفردية على أغلب فترات المباراة والسبب واضح وهو لفت أنظار الناخب الوطني رابح سعدان وهوما أدى إلى غياب اللعب الجماعي والانسجام بين الخطوط وكذلك تضييع الكرات، وقد اكتشف الجمهور العريض الفرق الواضح بين اللاعب المحلي والمحترف. وكان أغلب اللاعبين مركزين على أدائهم الفردي بحثا عن مكانة ضمن المنتخب الأول، وعليه فإن العمل الذي ينتظر بن شيخة تحسبا لمباراة الإياب يوم 17 أفريل القادم بليبيا سيرتكز أساسا على المساعدة السيكولوجية للاعبين من أجل جعلهم حاضرين بكل قواهم في المباراة. بن شيخة يملك قدرة عالية على دراسة خطط المنافسين ولا ينكر أحد أن هذا المدرب استطاع تكوين فريق موحد في ظرف قصير رغم أن نقطة الضعف الوحيدة هي أن اللاعبين لم ينسجموا مع بعض، ومن الناحية الفنية، فإن بن شيخة يمتلك في جعبته الكثير من الخطط وقدرة عالية في توزيع اللاعبين داخل الميدان، وقد ظهرت مهارته في تطبيق اللاعبين لتعليماته بحذافيرها حتى أن البعض منهم تراجع مستواه كما هو معهود بسبب ذلك، إضافة إلى ذلك، فهو يدرس الفريق المنافس جيدا، وهوما يمكن استنتاجه في مباراة ليبيا، حيث كان أداء المنتخب الوطني في الشوط الثاني أفضل بكثير من المرحلة الأولى من خلال الفرص الكثيرة التي صنعها رفقاء حاج عيسى. وفضلا عن ذلك فقد وقف بالمرصاد للخطة التي دخل بها الليبيون وهي اعتمادهم المكثف على الكرات الثابتة، إذ أنه طلب من أشباله تطبيق خطة التسلل، وهي الخطة التي تكسرت عليها كل محاولات المنتخب الليبي. المنتخب يعج بالنجوم التي ستسطع مع مرور الوقت وعلى صعيد التشكيلة، فإن المنتخب المحلي يضم فعلا أحسن العناصر في البطولة الوطنية وذلك من خلال الأداء الفردي الذي أمتع الجماهير الحاضرة كثيرا خاصة من جانب المتألق حاج عيسى والمدافع مترف إضافة إلى بوقاش وغزالي، وقد ظهر جليا من خلال المباراة أننا نملك منتخبا مستقبليا كبيرا يكفي فقط العمل الجاد والمستمر لينتهج نفس درب المنتخب الأول، وستكون نهائيات كأس إفريقيا للمحليين بالسودان فرصة مواتية لذلك، لكن قبل ذلك من الضروري العودة من ليبيا بالتأشيرة يوم 17 أفريل القادم. مترف يتأقلم مع كل المناصب وينتظر دعوة سعدان أدى مدافع الوفاق حسين مترف دوره كاملا وكان نشطا جدا رغم كونه لم يلعب في المنصب الذي ألفه وهو الرواق الأيسر نظرا لوجود بابوش، وقد برهن على أنه قادر على اللعب في كل المناصب، حيث أقحمه بن شيخة في الوسط نظرا لكونه يملك نزعة هجومية، ورغم أنه خرج بالبطاقة الحمراء إلا أنه يبقى عنصرا هاما في التشكيلة ولا ينقص ذلك من إمكانياته شيئا، وأكثر من ذلك فقد أضحى قطعة أساسية في الوفاق السطايفي ويؤدي معه موسما استثنائيا، من أهم مميزاته الأداء البسيط، حيث يؤدي الدور الذي يطلبه من المدرب لا أكثر ولا أقل، كما يملك تمريرات ميليمترية وقدرة فائقة على استرجاع الكرات بالإضافة إلى تغطية الجناح وهومشكل المنتخب الوطني الأول، وبالتالي فإنه يتواجد في أحسن رواق ليكون الخليفة الأول لبلحاج. نقاد يطالبون سعدان بضم "ميسي الجزائر" جابو رغم دخوله كبديل للمهاجم الشلفي مسعود، إلا أن مايسترو اتحاد الحراش عبد المومن جابو كان في القمة كعادته، حيث أثبت انه لاعب من طراز الكبار بمراوغاته الذكية وقدرته الكبيرة على الاحتفاظ بالكرة نظرا لقصر قامته، كما أنه يمتاز بالخفة عندما يدخل منطقة العمليات للمنافسين وذلك بفضل رجله اليسرى السحرية، يلقبه الكواسر "بميسي الجزائر"، فصغر سنه وتجربته القصيرة في نادي سيون السويسري منحته قليلا من الخبرة التي هو بحاجة إليها، وحسب العديد من المتتبعين فإن مكانة جابو في المنتخب الأول لا نقاش فيها، ولو يعطي له سعدان الفرصة في المونديال سيفجر كل طاقاته. حملة كبيرة لتدعيم ترقية سيدريك إلى المنتخب الأول ومن جهته، يتواجد الحارس البجاوي سيدريك في موقع ممتاز للالتحاق بالمنتخب الأول، حيث بالرغم من عدم مشاركته في لقاء ليبيا إلا أنه يبقى الحارس الأول، حسب الكثير من النقاد، لكون زماموش أقحم كأساسي لعامل الخبرة فقط، وحتى المدرب سعدان تفاجأ لمردوده مع شبيبة بجاية، وما يزيد من حظوظه هوتكوينه الذي تلقاه في المدارس الفرنسية، حيث أنه حارس يعطي الأمان في الدفاع يدافع عن عرينه بشراهة وأناقة ورزانة، صغر سنه سيساعده على التألق أكثر، وقد أعجب به أنصار يما قورايا من أول مباراة له مع الفريق، حتى أنه البعض علق عليه قائلا " بصراحة سيدريك أحسن من زماموش وأحسن من فابر وهو الذي يستحق مكانة الحارس الثالث في المنتخب الوطني الأول".