"لمين كزّي" مختص في التحليل الرياضي -اختصاص كرة القدم جزائري التكوين، حاصل على شهادة ليساس في تقنيات الرياضة من جامعة الجزائر ، التي يشتغل بها حاليا كأستاذ معيد في مادة البيداغوجيا التطبيقية ،لديه رؤية تقنية تخص المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم . استهل هذا التقني حديثه للإذاعة الوطنية بتثمين إنجازات الفريق الوطني التي فاقت كل التوقعات، حيث أصر على تذكيرنا بالأهداف التي كانت مسطرة لهذا الفريق والتي لم تكن تتعدى التأهل لكاس أمم إفريقيا بأنغولا بعد غياب دام على مدي طبعتين كاملتين، كما أكد على صعوبة تسيير منافستين بالتوازي نظرا لأهمية الاستحقاقين، يقول الاختصاصي. كيف تقيم مسار الفريق الوطني خلال التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وافريقيا 2010؟ خلال التصفيات قدمنا وجها مشرفا لكرة القدم الجزائرية، لقد انهينا التصفيات باحتلال المركز الأول، بعد الفوز على المنتخب المصري بهدف لصفر في موقعة “أم درمان”، لا يمكن إنكار كون هذا كله إنما هوانجاز بالنسبة لكرة القدم الجزائرية، لكن كان بالإمكان تفادي أشياء كثيرة خلال مشاركتنا في هذه التصفيات . تأهلنا لكأس أمم إفريقيا وكأس العالم، كيف تقيم تحضير المنتخب الوطني لنهائيات أنغولا2010 ؟ التحضير لم يكن ليقنعني ، ليس هناك تفسير لاختيار منتجع “كاستيلي” للتدريب تحت درجة حرارة جد منخفضة ثم الذهاب إلى أنغولا واللعب تحت مناخ جد حار ، لقد انتقل الفريق من الند إلى الند ، أرى أنه من غير المنطقي أن يقع اختيارنا على ظروف مغايرة تماما لتلك التي سأجدها بأنغولا. نحن الفريق الوحيد من بين ال15 فريق آخر الذي لم يتوج تربصه بلقاء ودي هذا من الناحية المنهجية البحتة غير منطقي، “انه أمر غير طبيعي “ أعتقد أنه، لوكنا لعبنا لقاءا وديا قبل خوض غمار كاس أمم إفريقيا لكان ذلك أجدر لما وكنا قد نتفادى هزيمة فريق متواضع كفريق مالاوي، ما أقوله لك تأكد لي بمجرد الإعلان عن لقاء صربيا الذي جاء قبل المونديال حتى يتفادي الفريق الأخطاء التي ارتكبها بالمناسبة في لقاء الفاتح مارس ضد صربيا. ما هو تقييمكم العام بخصوص المشاركة الجزائرية في أمم إفريقيا بأنغولا 2010؟ -في نظري- أعتقد أن مشاركتنا في هذا العرس الإفريقي، كانت جد متوسطة بالنظر إلى المردود العام للفريق، حيث أننا تأهلنا للدور الثاني بهدف واحد !!، لقد استفدنا من قوانين اللعبة فحسب، وإذا ما نظرنا للأمر بموضوعية وتقنية لاعترفنا بحظوظ المنتخب المالي في التأهل كذلك. لكن لقاء فريق “كوت ديفوار” كان في المستوى أليس كذلك؟ بالطبع ، لكن اللاعبين استنفدوا كل طاقتهم ضد هذا الفريق العتيد وهنا أعود وأؤكد على ضعف التحضير البدني للاعبين خلال تربص كاستيلي الذي لم يكن في مستوى الحدث. كما أعتقد –في نفس السياق- أن هزيمة الفريق الوطني خلال لقاء مصر كانت نتيجة الإرهاق الذي نال من اللاعبين إثر مباراتهم الشاقة ضد رفقاء “دروغبا”، والدليل عدد الإصابات التي أصابت التعداد الوطني ، أضف إلى ذلك عدم وجود أسماء ذات مستوى قريب من تلك التي تلعب على الأرضية على كرسي الاحتياط. أكيد...الشيء الذي أخذه الناخب الوطني بعين الاعتبار مؤخرا ، حيث تم استبعاد عدد من اللاعبين المحليين بالدرجة الأولى من الفريق... نعم، اتفق معك من حيث المبدأ، لكن طريقة استبعادهم، أرى أنها ليست بالجيدة على اقل تقدير، لقد أسيء للاعبين المبعدين بل واللاعبين المحليين بصفة عامة ، هذا من شأنه أن يضر بالبطولة الوطنية بل والعطاء الكروي للنخبة المحلية جميعها. ما رأيك في الأخبار التي مفادها استقدام الناخب الوطني لبعض اللاعبين الذين ينشطون بالبطولات الأوروبية على غرار اسماعيل بوزيد، وليد شرفة، شاقوري وبودبوز ؟ أرى أن ذلك جيد، بشرط أن يتم استغلالهم بطريقة جيدة،كان بودي رؤيتهم قبل هزيمة صربيا، أتساءل لماذا انتظرنا كل هذا الوقت حتى نستدعي كل هؤلاء. أغلبية الفرق المتأهلة للمونديال عاينت على الأقل 30 لاعبا خلال تربصاتها بغرض معرفة مستواهم الحقيقي والآني، لديك ايطاليا التي أعرفها جيدا لكنني تفاجأن بوجود لاعبين اثنين جديدين. نحن الفريق الوحيد الذي لعب ب13أو14لاعب خلال كل لقاءاتنا، وإذا استدعينا لاعبين جدد لا نستثمر وجودهم في الفريق ،نحن نستدعي “رفيق جبور” ثم نقول بأنه مريض ونأتي “بمدحي لحسن” ثم نخرجه وسط اللقاء ونستبدله ب”زاوي”؟؟؟ والله لا نفهم جيدا ما يجري في الفريق الوطني، هناك مشكل اتصال حقيقي داخل الطاقم المسير لهذا الفريق. من جهة لديك المدرب الوطني الذي يريد المشاركة مع الفريق في المونديال المقبل، ولا يريد استقدام مساعد تقني ومن جهة، يريد تدعيم الطاقم الفني بمختص بيوكميائي وكذا بمحضّر بدني ، أليس هذا اعتراف ضمني بفشل تربص كاستيلي من الناحية البدنية؟ هل لنا أن نعرف رؤيتك لمشاركة الفريق الوطني في نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا ؟ وما هي تكهناتك بخصوص المقابلات التي تنتظر الفريق الوطني ضمن مجموعته انجلتراالولاياتالمتحدة وسلوفينيا ؟ إذا أنت تقصد اللاعبين، أنا من هذه الناحية متفائل كما أنني متأكد بخصوص المشاركة الجزائرية على وجه العموم بالنظر إلى المردود الذي سيقدمه أبناء الجزائر، أنا متأكد من ضراوة لاعبينا الذين لن يدخروا جهدا من أجل تشريف ألألوان الوطنية، أعرف جيدا لاعبينا الذين ينشطون ضمن البطولة الفرنسية على وجه الخصوص لديهم القوة والجرأة والإرادة لتبرير تأهلنا للمونديال. وفي الأخير أكد على مشكل الاتصال الذي يسود تسيير هذا الفريق قبل أن يثمن ما قدمته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم للفريق الوطني ، حيث أن الإمكانات التي سخرت له لم يكن لها سابق بدليل الإعانات المادية الناتجة عن الإعلان وكذا الغلاف المالي المخصص له، كما تمنى في الأخير التوفيق لأبناء رابح سعدان.