هل نحن في حاجة إلى مؤتمرات إقتصادية نعقدها في الفنادق المنوجمة والمطموسة النجوم وندعو إليها خبراء الإقتصاد وليكونومي وندفع لهم الشيء الفلاني ليحدثونا عن التضخم، ويشرحوا لنا الإستراتيجيات الإقتصادية والسياسات الحديثة في بناء الإقتصاد، وتحرير التجارة وضبط الإرادات وما شابه من المصطلحات التي يسمعها المواطن ولا يفهم منها شيئا..؟ فحسب فهمي البليد، فإن كلمة اقتصاد تعني ما يعنيه المحافظة على المال وصرفه في ما ينفع والإحتقاظ به للأزمات، وهذا هو التفسير البسيط للاقتصاد عند كل مواطن عادي، لكننا مع الأسف من أجل تطوير الإقتصاد ندعو خبراء "ليكونومي" من الخارج وندفع لهم بالعملة الصعبة كي يشرحوا لنا كيف يتم ترشيد المال العام، ولكننا نفعل ذلك بتبذير المال عليهم. وتصوروا مؤتمرا لترشيد المال العام نبذر فيه المال العام نكتة صح لكنها واقع. مع الأسف نحن نتكلم عن الإقتصاد بالتبذير، والتبذير عكس الإقتصاد. والأمر الآخر أنه مهما كان كلام المسؤولين عن التجارة والمالية من الوزير إلى الغفير في باب الوزير، عن الإقتصاد والأرقام والتضخم والنمو والتطور، فإنني بصراحة لا أفهم ولا يمكن أن تصل الفكرة إلي ولا إلى المواطن العادي، لأن كلامهم شيء، والواقع شيء آخر، لذا كان يتوجب على المكلفين بالمالية من وزير المالية إلى وزير الإستثمارات وكل مسؤول عن الإقتصاد والمال، استضافة أي مواطن عادي يأتوا به من سوق بومعطي بقفته، دون أن يصرفوا عليه الشيء الفلاني كما يفعلون مع الخبراء الأجانب ليشرح لهم الإقتصاد على حقيقته، ويوضح لهم مكمن النجاح ومكمن الفشل، فقفة المواطن العادي هي المؤشر الحقيقي عن قوة الاقتصاد الوطني أو ضعفه. أما دعوة الخبراء الأجانب وحديث المسؤولين عندنا، فنعتقد أنه موجه للصم البكم ولا علاقة للمواطن به، لأننا لا نفهمه، فهو أكبر من "قفتنا"، لأن إقتصاد البلاد يظهر في مستوى قفة أي مواطن متوسط الدخل، وذاك هو المؤشر الحقيقي على قوة أي اقتصاد.