كشف الدكتور والخبير في العلاقات الدولية، إسماعيل معراف، أن حادثة اختفاء المواطن الإسرائيلي في الصحراء الجزائرية والتي أثارت بشأنها إسرائيل ضجة إعلامية كبيرة، هي حادثة "مفبركة" نسج خيوطها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، وذلك في محاولة منها لخلق خطوة لها في المنطقة، مضيفا أن دولة الاحتلال تحاول بهذا الأسلوب التدخل في المنطقة التي ترفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعلى وجه التحديد الجزائر. وأوضح معراف في تصريح خص به "الأمة العربية "، أن هذه الخطوة الإسرائيلية، والتي تعد الأولى من نوعها، هي تكملة للخطوات الأمريكية والفرنسية، واللتان أدرجتا الجزائر مؤخرا ضمن 14 دولة الخطيرة والمهددة للأمن العالمي، إلى جانب إخضاع المواطنين الجزائريين إلى تفتيش خاص في المطارات الأمريكية والفرنسية، وذلك ردا على مواقف الجزائر الرافضة لإقامة قواعد عسكرية غربية لا سيما الفرنسية والأمريكية في الجزائر، تحت مظلة التنسيق الأمني مع دول المنطقة لمكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة. وأضاف ذات المتحدث، أن هذه الادعاءات الاسرائيلة، بشأن اختفاء أحد مواطنيها في صحراء الجزائر، تأتي أيضا في سياق إعادة التموقع في منطقة شمال إفريقيا، بهدف منع أي نفوذ صيني أو إيراني "الاستثمارات المختلفة" من أن يقوى بشكل فعال، مشيرا في ذات السياق إلى أن الدولة العبرية لاحظت بأن الخطر القادم يأتي بالأخص من شمال إفريقيا، الأمر الذي تعتبره خطرا يهدد مصالحها. وعن احتمال تغلغل إسرائيل في المنطقة، وتحديدا في الجزائر، من خلال خلقها لذرائع وكذا خلطها لأوراق اللعبة في المنطقة، مثلما نجحت في دول أخرى، استبعد الخبير الدولي في العلاقات الدولية حدوث مثل هذا الأمر، مؤكدا أنه من سوء حظ إسرائيل أن الجزائر تمتلك جهاز مخابرات قوي جدا أثبت فعاليته للكثير من القضايا، موضحا أن الدولة العبرية نفسها تعي جيدا بأن أية مواجهة مع المخابرات الجزائرية، يعني وضع نفسها في مأزق. وأكد معراف أنه في الماضي أراد "الموساد" أن يتصارع مع المخابرات الجزائرية، إلا أن الرد الجزائري كان أقوى وأعنف، الأمر الذي أربك جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، لدرجة أن رئيس الموساد الحالي "مائير" أدلى بتصريح للصحيفة الإسرائيلية "يدعوت أحرنوت" بأن أقوى ما تخشاه إسرائيل من المنطقة العربية، هي الجزائر وسوريا. يذكر أن حادثة اختفاء الإسرائيلي في الجزائر التي أعلنت عنها دولة الاحتلال، هي الأولى من نوعها، والمزاعم الإسرائيلية بشأن وقوف تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي وراء اختفائه، هي من باب التضليل، لاسيما بعد رفض الجزائر بشكل رسمي قيام قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية "أفريكوم" على التراب الجزائري.