تحصي المصالح الصحية بسطيف، نحو 700 حالة جديدة سنويا من المصابين بالسرطان، الرقم كشف عنه مختصون متابعون لتطور هذا الداء الفتاك الذي يرعب كل إنسان، وأشار متحدث باسم مصلحة مكافحة الداء بالمستشفي الجامعي بالولاية أن سطيف سجلت السنة الماضية لوحدها 700 حالة تم التأكد منها ولم تتمكن المصالح المختصة من إحصاء نحو 200 حالة أخرى لأسباب متعددة. كما قال إن عملية الإحصاء التي بدأت منذ سنة 1995 وتجري مرة كل 05 سنوات لكل المرضي الذين ثبت إقامتهم بتراب الولاية لمدة لا تقل عن 06 أشهر، أظهرت تطورا واضحا لعدد المصابين بداء السرطان بمختلف أنواعه، وان معظم المصابين تم تقييدهم في سجل خاص بالعملية ما سمح بمتابعة طبية أفضل لهم، واستخلاص بعض المعطيات منها إصابة الذين تفوق أعمارهم ال 50 سنة بنسبة 70 بالمائة مقارنة مع الفئة التي تقل أعمارها عن ذلك، وارتفاع نسبة الإصابة بين النساء مقارنة مع الرجال ونسبة قليلة من المصابين بين الأطفال، وقد أظهرت إحصاءات السنة الماضية علي سبيل المثال والتي تم تقييد 568 حالة منها في سجل الجرد المتواجد علي مستوي مصلحة الوقاية من المرض ومكافحته بالمستشفي الجامعي بالولاية أن 275 منهم رجال، أي بنسبة 58.7 بالمائة من مجموع المصابين، مقابل 293 امرأة بنسبة 60.3 بالمائة، في حين لم تتجاوز نسبة الأطفال المصابين 4.2 بالمائة، الإحصاءات المعلنة اضهرت الحاجة الماسة إلى برامج توعية وتحسيس واسع في أوساط المواطنين لإجراء الكشوف الطبية ألازمة بشكل دوري للكشف مبكرا عن أي نوع من السرطانات التي تصيب جسم الإنسان في ظل التراجع الرهيب لمستوي المعيشة وانتشار مظاهر الفقر والعوز الاجتماعي التي تزيد من معدلات الإصابة، وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت من جهتها بالمناسبة أنها تحصي نحو 07 ملايين وفاة سنويا بداء السرطان، وتسجل دخول نحو 12 شخص آخر قائمة المصابين ثلاثة أرباعهم في العالم الثالث داعية إلي الابتعاد عن مسببات الداء مثل التدخين والمشروبات الكحولية والتعرض غير السليم لأشعة الشمس ودعت إلى رفع درجة التأهب لمكافحته والوقوف في طريق انتشاره بالتحسيس والتوعية ومحاربة الفقر. للإشارة، فإن المخطط الوطني لمكافحة السرطان يرتكز على أربعة محاور أساسية هي الوقاية، الكشف المبكر، العلاج والمتابعة، وتعد الوقاية العنصر الأهم الذي يرتكز عليه المخطط، على فكرة تحضير إستراتيجية وطنية لتشجيع الكشف المبكر عن السرطانات، لا سيما ما تعلق بسرطانات الثدي، الرحم، في حين يرتكز محور العلاج على ضرورة الإسراع في توفير الأدوية اللازمة، إلى جانب تسطير إستراتيجية لتسيير الأدوية المضادة للسرطان، إنشاء مراكز لمكافحة السرطان والنظر في مشكل المراكز التي لا تعمل.