تناول المشاركون في فعاليات اليوم الأول من اشغال الملتقى الدولي الثاني حول ضحايا الإرهاب والمصالحة الوطنية الذي أشرف على إفتتاحه وزير التضامن الوطني والاسرة والجالية الوطنية بالخارج، وحاز على رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، سبل مساعدة ضحايا ظاهرة الإرهاب الدولي والتطرق لشرح ابعاد التجربة الجزائرية في التعاطي مع الموضوع. قالت الأمينة العامة لجمعية ضحايا الإرهاب فاطمة الزهراء فليسي في مداخلة لها، إن الإرهاب في الجزائر خلّف 100 ألف قتيل وأكثر من 500 ألف شخص، يمثلون عائلات ضحايا الإرهاب الذين أسسوا جمعيات وأصبحوا يطالبون باعتراف رسمي من الدولة، لذا كان من الضروري العمل على مساعدة هذه الفئة من خلال تنظيم حملات توعية داخل المدارس ودور الشباب ومراكز التكوين المهني موجهة للأطفال والشباب وتعريفهم بحقوقهم وما تضمنته اتفاقية حقوق الطفل والإعلان العالمي لحقوق الطفل. وتستهدف النشاطات حسب فاطمة الزهراء فليسي أيضاً النساء من اجل تعريفهن بحقوقهن المتعلقة بالقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة، وتنظيم ملتقيات لشرح قانون الأسرة المعدل ووضعية المرأة فيه. وأجمع المشاركون في الملتقى على تعريف ضحايا الإرهاب بالأفراد والعائلات الذين اغتيلوا أو أصيبوا في العمليات الدموية المختلفة التي شهدتها المدن الجزائرية خلال عشرية الإرهاب، من تفجير قنابل وعمليات انتحارية وسيارات مفخخة، أو حتى الذين قضوا في المذابح الجماعية التي نفذتها المجموعات الإرهابية في الأرياف وضواحي المدن، إضافة إلى ضحايا الاغتيالات الفردية وكان أكثرهم من المثقفين، ويضاف إلى القائمة النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب والأفراد التابعين للمؤسسات الرسمية والأمنية في سلك الشرطة الذين أصيبوا أوقتلوا خلال محاربتهم للإرهاب، حيث اشاد الخبراء الدوليون بحنكة الجزائر في تعاطيها مع الارهاب وتجربتها الجيدة في لملمة الجراح وتقويض مخلفات المأساة التي مرت بها طوال اكثر من عشرية، وكذا طريقة التعامل مع ضحايا الإرهاب وإعادة إدماجهم في المجتمع من جديد. ومن المنتظر أن يتناول الملتقى في يومه الثاني عدة قضايا ومواضيع أهمها طرق مكافحة الإرهاب في إطار التعاون الدولي، وغيرها من المواضيع المتعلقة بالسلم والمصالحة الوطنية، وذلك بمشاركة شخصيات قانونية ومناضلة في مجال حقوق الإنسان.