ستقدم، اليوم، تعاونية القلعة الثقافية لولاية جيجل وبمساهمة ودعم من دار الثقافة عمر أوصديق، مسرحية "الكلب والعجب" من إخراج عمر هاين واقتباس عبد الناصر خلاف، وهذا في أول إنتاج لها بعد تأسيسها. وهي عبارة عن كوميديا سوداء ترتكز على مجموعة من المشاهد التوليدية والمتداخلة، تدور أحداثها حول فرقة مسرحية هاوية جوالة، تتنقل من ساحة إلى ساحة، من مدينة إلى مدينة، ومن مسرح إلى مسرح، تحاكي الحياة بكل تجلياتها، من تمثيل أربعة ممثلين وهم شوقي جموعي، دليلة قريوة، سفيان شعباني، دراجي شمشم، ومن بينهم حكاية الرجل الذي صار كلبا. يقوم العرض بسرد حكاية رجل عاطل عن عمل سبق أن التقاه أعضاء الفريق وكان لحظتها يفتش عن عمل ولكن بعد سنتين من هذا اللقاء الجميل يقومون بزيارته إلى بيته ويتفاجأون بناء على معلومات مستقاة من زوجته أن صديقهم الذي هو أكثر من أخ موجود عند الطبيب البيطري لأنه يعاني من حالة مسخ "كلبية".. ومن خلال مسار الأحداث يكتشف المتفرج سبب هذا التحوّل الداخلي وليس المورفولوجي في لوحات جميلة جدا نرى هذا التواصل الإنساني بين الزوجة وهذه الشخصية الغريبة التي ترتكز من خلال تواصل وجداني بينهما، ولكن في نهاية كل لحظة جميلة لا يستطيع هذا الكائن أن يظل محافظا على إنسانيته بل ينساق في "كلبيته" مما يؤزم الحدث أكثر ويجعله ينتقل من مكان إلى مكان بحثا عن عمل أكثر إنسانية بدلا من كلب الحراسة .. وتنتهي الحكاية برسالة أمل يحملها فاعل خير لهذا الإنسان ويخبره أن هناك أشياء جميلة يمكن مشاهدتها حين ينتصر الإنسان على عوائقه ويقف من جديد ويشاهد الحياة أكثر بهجة وشمس الوطن متوهجة.. وقد اعتمد المخرج على عدة تقنيات منها كوميديا دي لارتي والبيوميكانيكي، حيث استعمل قناعا دائما للشخصيات ليكون الفعل خارجيا مع توحيد اللباس الذي كان اللون الأسود هو الفارق في هذا العرض وهي محاولة امتداد إلى عمق الإنسان وسوداويته في هذا العالم المادي. وحسب ما صرح به عبد الجليل كديدي بصفته المكلف بالمتابعة والإدارة فسيرعى هذا العمل، واعترف أن كلا من عمر هاين وعبد الناصر خلاف شكّلا انسجاما من خلال هذا الإبداع الثنائي جد الخطير. من جهته، التزم الأستاذ مزعاش عاشور مدير العلاقات العامة بتوزيع هذا العمل في عدة فضاءات منها الجامعية والمدن الجزائرية وهو أهم تحرك ميداني يمكّن الفرقة والمسرح بجيجل من الانتعاش.. نشير إلى أن عمر هاين وعبدالناصر خلاف سبق أن اشتغلا معا خارج ولاية جيجل على تركيب روائي بعنوان أحفاد ألف ليلة وليلة أنجز في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية2007.