تفتقر دائرة المنيعة ببلديتيها المنيعة، وحاسي القارة لمسبح بلدي، أو حتى لمسبح خاص ينعش من خلاله أبناء المنطقة أجسادهم المكتوية بلهيب الحرارة التي ما فتئت تسجل أرقاما قياسية، فمسبح بلبشير الذي ظل لسنوات عدة المتنفس الوحيد لمن حالت ظروفهم الأسرية، والمادية دون قضاء عطلتهم على الشواطئ، وفي غابات مدن شمال الوطن أقفل أبوابه منذ ثلاث سنوات بسبب عدم صلاحيته، مما جعل الجمعيات تعزف عن استئجاره من البلدية التي تركته هي الأخرى مهملا، وعرضة لعوامل الطبيعة ليجد الشباب أنفسهم مدفوعين للمغامرة بأرواحهم في الأماكن الخطيرة كترع البساتين، أوفي الفوارات وهي منابع ماء تقليدية تخصص لسقي البساتين، حيث نشير أنه سجلت حالات وفيات لأطفال خانتهم قواهم العضلية ليلقوا حتفهم غرقا، الأمر الذي بات يستوجب حسب الكثيرين مراقبة الأسر لأبنائها، وإسراع الجهات الوصية في بناء المسبح النصف الأولمبي بحي بادريان، والذي لا زالت الأشغال به مستمرة، أو ترميم مسبح بلبشير، وإن كان هذا حال فئة من أطفال وشباب المنيعة، فإن فئة أخرى أجبرتها الظروف على العمل في مهن أخرى تفوق كثيرا إمكانياتها البدنية ؛ مثل العمل على إعداد الحصى أوتكسير الحجارة وغيرها من مستلزمات البناء التي تشحن للعديد من الأشخاص الراغبين في ترميم بيوتهم، أو بناء سكنات جديدة مستغلين فترة العطلة الصيفية، وهي مهنة لا تخلو من مخاطر فالعامل ليس مؤمنا على حياته، والحال ذاته بالنسبة للشباب العاملين في المقاهي أوالذين يبيعون ما تسنى لهم في السوق من فواكه وغيرها، وحسب الكثيرين فإن غياب مبادرات جادة لنقل أكبر عدد من أبناء المنطقة قصد الراحة والاستجمام في المدن الشمالية بسبب غياب التنسيق بين الجمعيات من جهة، والبلدية ومديرية النشاط الاجتماعي من جهة بالطبع إذا استثنينا بعض المبادرات المحتشمة هو السبب الذي يترك الطفل يتوق لتغيير الجو ولو في منطقته مستدلين على ذلك بالحادث المروري الأخير الذي كان من بين ضحاياه أطفال رأوا في منطقة "سيد أحمد" الواقعة شمال المنيعة على مسافة 140 كلم متنفسا حقيقيا لهم، وخروجا من دائرة الرتابة القاتلة ليلقوا بدل ذلك مصيرا مأساويا لا زال يلقي بظلال من الحزن القاتم على أسرهم، ومعارفهم وأبناء المنطقة عموما.