ارتفع الطالب على الصباغة الصناعية الموجهة لقطاع البناء والانجاز خلال النصف الأول من العام الجاري 2010، بمعدل 150 بالمائة مقارنة بالطلب المسجل في بدايات سنة 2000، إلى درجة أن سجلت فترات ندرة غير مستمرة، وذلك بالنظر إلى تنامي حجم الطلب الذي تستهلكه ورشات البناء والانجاز، سواء تلك الجاري أشغالها حاليا أو المرتقب إطلاقها لاحقا في إطار البرنامج التنموي الخماسي 20102014، والتي تتطلب حسب مراقبي السوق ملايين الأطنان من الصباغة الصناعية. وتشير مصادر عليمة بخبايا السوق، إلى أن المعطيات الراهنة ساهمت إلى حد بعيد في ارتفاع فاتورة استيراد الصباغة الصناعية، سواء في شكل منتوج كامل الصنع جاهز للاستخدام، أو استيراد التركيبات الكيمائية للدهون القاعدية وكذا الزيوت الأساسية، وهي من ضمن تشكيلة المواد الأولية التي تدخل في صناعة الصباغة، وذلك لسد الطلب المحلي ودعم آلة الإنتاج الوطني في هذا المجال، لاسيما وأن عدد المتعاملين في مجال الصباغة من المنتجين الجزائريين قليل ومحدود، بالنظر إلى حجم الورشات والمشاريع الجارية والمبرمجة لاحقا. ويحذر مراقبو السوق من أن ضعف العرض وتناقض مخزونات المركبات والوحدات المنتجة محليا، ستكون بيئة ملائمة لشبكات التقليد والاستيراد الفوضوي للصباغة، لأن التجربة التجارية في الجزائر تكشف أن كل قطاع يعاني أو من المرتقب أن يشهد الندرة بالنظر إلى مؤشراته الاقتصادية الكلية والجزئية، سيكون مطية لشبكات التقليد والغش ولاحقا المضاربة والاحتكار، لذلك ألحوا على ضرورة أن يلتقي مهنيو القطاع ويتكتلون لتباحث الرهانات الحالية والمستقبلية لهذا القطاع الذي أصبح استراتيجيا، في ظل الحركية الكبيرة التي يعيشها في السنوات الأخيرة.