علمت "الأمة العربية" من مصادر ملمة بملفات الاستثمار الخارجي في البلاد، أن العشرات من المجموعات الاقتصادية الماليزية تستعد لحوض غمار الاستثمار المباشر في الجزائر بداية من العام المقبل 2011، وتركز هذه الاستثمارات حسب مصادرنا بالدرجة الأولى في قطاع الأشغال العمومية والبناء والموارد المائية والتربية والتعليم العالي والتكوين المهني وقطاع المالية. وأضافت مصادرنا أن قرار كبريات المجموعات الماليزية لاقتحام مجالات الاستثمار العديدة المتاحة في الجزائر لم يكن عشوائيا أو اعتباطيا، بل سبقته دراسات وأبحاث مستفيضة للسوق المحلية، أعدت على مدار السنوات الأربع الماضية، وأيضا لأنها لمست إرادة من السلطات العليا في البلاد لتسهيل مهام رجال الأعمال الماليزيين في الجزائر من خلال سياسة التحفيز والمغريات التي أقرتها في إطار قانون الاستثمار المعدل والتدابير الأخيرة التي حددتها وزارة المالية بخصوص الاستثمارات الأجنبية في البلاد. وقد حرصت ذات المجموعات الاقتصادية الماليزية التي أصبحت تتمتع بصيت عالمي كبير، على المشاركة في كل المعارض العامة والصالونات المتخصصة التي نظمت على مدار العشرية الأخيرة في الجزائر، حيث تمكنت من جمع معلومات ومعطيات كثيرة حول واقع السوق والمجالات الواعدة للاستثمار. كما أن سفارتي البلدين بذلتا مجهودات جبارة لتقريب الصورة بين متعاملي البلدين وأيضا ربط علاقات عمل ينتظر أن تكلل بمشاريع مشتركة سترى النور في غضون الثلاثي الأول من العام المقبل على أقصى تقدير. وكان وفد اقتصادي رفيع المستوى مشكل من عشرات رجال الاعمال الماليزيين، قد زار الجزائر شهر ماي الماضي للإطلاع عن قرب على فرص الاستثمار في الجزائر، وقد تمكن الوفد من جمع معطيات في أكثر من قطاع، أهمها قطاع الأشغال العمومية والمنشآت الفنية الكبرى وقطاع النقل والموارد المائية والتكوين المهني والتربية والتعليم العالي، وأيضا قطاع الفلاحة وتربية المائيات. كانت هذه المعطيات بمثابة أرضية لتحديد المقاربات العامة للمشاريع التي تنوي استحداثها في الجزائر، والتي وصفتها ب "المهمة للغاية"، خصوصا في ظل توافر البيئة والمناخ المساعد على الاستثمار، وأيضا للإرادة القوية للسلطات العمومية في مرافقة هؤلاء المستثمرين في السوق الجزائرية، وهو ما تضمنته كل اللقاءات التي جمعت الوفد بعديد الوزراء على هامش زيارة العمل التي قادته إلى الجزائر. وقالت مصادرنا التي حضرت جانبا من اجتماعات كل الوفود الماليزية التي تعاقبت على زيارة الجزائر طيلة العام الماضي 2009 والنصف الأول من العام الجاري، أن المتعاملين الماليزيين تلقوا عروضا للشراكة الثنائية اقترحها رجال أعمال جزائريين بغية الاستثمار في الجزائر، كما اغتنم المستثمرون الجزائريون الراغبون في الاستثمار في ماليزيا الزيارات المتتالية للوزراء الماليزيين إلى الجزائر من أجل بحث شراكات إستراتيجية ناجحة للطرفين، سواء في الجزائر أو ماليزيا. وقالت مصادرنا إن الشركات الماليزية لا تنوي الاستثمار في الجزائر العاصمة، بقدر تركيزها على المناطق الداخلية كولايات قسنطينة ووهران وعنابة، عكس المجموعات الأوروبية التي تركز على الاستثمار في العاصمة. ومن بين المجموعات الماليزية العملاقة التي تنضوي تحتها العديد من الشركات وتنشط في مجالات متعددة الراغبة في الاستثمار في الجزائر، نجد المجموعة العملاقة "حيزاز غروب" التي تنشط في أكثر من 40 بلدا عبر العالم، وهي عبارة عن "كونسورتيوم ماليزي" يتألف من 75 شركة ماليزية تنشط في مختلف المجالات الاقتصادية كسوق العقار ومواد البناء والأثاث والمكتبية والمواد الغذائية ومعدات التكنولوجيا المختلفة، وقد سبق للمجموعة أن عبّرت عن اهتمامها بالسوق الجزائرية خلال معرض الجزائر الدولي الأخير. الاحتياطي الدولي الماليزي يصل إلى 95.1 مليار دولار بلغ حجم الاحتياطي الدولي للمصرف المركزي الماليزي، نحو 95.1 مليار دولار أمريكي حتى يوم 13 أوت الجاري، محققاً ارتفاعاً طفيفاً بالمقارنة مع يوم 30 جويلية الماضي. ورد ذلك في بيان صادر من المصرف، أكد أن حجم الاحتياطي يكفي لتمويل نحو 8 أشهر من الاستيراد المؤجل، و4.3 أضعاف من الديون الخارجية القصيرة الأجل.