أعلنت مصادر أمنية باكستانية، مقتل 14 شخصا في هجمات صاروخية شنتها طائرات بدون طيار أمريكية على مقاطعة وزيرستان القبلية شمال غرب باكستان . وأضافت المصادر أن عددا من الطائرات الأمريكية من دون طيار أطلقت سبعة صواريخ على سكان محليين في منطقة دربا خيل وقتلت ما لا يقل عن 14 شخصا، وذلك بعد يوم من مقتل 15 شخصا في هجمات مماثلة في نفس المنطقة. مشيرة إلى أن تلك الغارات، استهدفت سكانا محليين أثناء محاولتهم نقل ضحايا ورفع أنقاض منزل استهدف في وقت سابق. وأفادت مصادر أمنية باكستانية بأن الطائرات الأمريكية من دون طيار، شنت منذ الثاني من سبتمبر الجاري 12 غارة، ما أدى إلى مقتل 50 شخصا في إقليم وزيرستان الشمالي معظمهم من المدنيين، تحت ذريعة وجود مسلحين من حركة طالبان . وشهدت المنطقة منذ بدء السنة الحالية عدة هجمات نفذتها طائرات بدون طيار، حيث صعدت الإدارة الأمريكية هجماتها منذ العملية الانتحارية التي استهدفت عناصر في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" في منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية الشهر الماضي. وقتل أكثر من 700 شخص نتيجة شن نحو80 هجوما باستخدام طائرات بدون طيار منذ شهر أوت عام 2008. وأمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بتصعيد الهجمات على مقاتلي طالبان والقاعدة باستخدام طائرات بدون طيار. وانتقدت باكستان رسميا هذه الهجمات، قائلة إنها تؤجج مشاعر الدعم للمتشددين لكن مراقبين يقولون إن الحكومة الباكستانية تغض الطرف عنها. ولا يؤكد الجيش الأمريكي عادة تنفيذ هذه الهجمات لكن متابعين يقولون إن الولاياتالمتحدة هي الجهة الوحيدة التي تملك القدرة على استخدام هذه الطائرات في المنطقة. ويعتبر المدنيون الضحية الرئيسية للطائرات الأمريكية بدون طيار حيث سقط 708 مدنيين ضحية ل44 هجمة وقعت في 2009، حيث يوجدمن بين ضحايا الهجمات الجوية الأمريكية عدد كبير من النساء والأطفال . وتعتبر باكستان حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في الحرب التي تشنها على حركة طالبان، في الوقت الذي تواجه فيه قوات الناتووالولاياتالمتحدة تصعيدا في الهجمات التي تستهدفها أفغانستان المجاورة. كما تمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا متزايدة على حكومة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري؛ لبذل المزيد من الجهد لاقتلاع مقاتلي طالبان، وقد تسببت هجمات طائرات أمريكية بدون طيار ضد المدنيين في إيجاد مشاعر مناهضة لواشنطن في باكستان، كما أثارت توترات سياسية. وكانت لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأمريكي قد قالت، إن هذه الهجمات تنفذ بموافقة الحكومة الباكستانية، والتي تتجنب الاعتراف بذلك علنا لتجنب غضب الرأي العام في البلاد.