يعود المنتخب الوطني، بعد ظهيرة اليوم، إلى أجواء المنافسة الرسمية، حيث سينزل ضيفا على منتخب إفريقيا الوسطى بالملعب الرئيسي للعاصمة بانغي لحساب الجولة الثانية من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012، وهو مطالب بتسجيل نتيجة إيجابية لمحو آثار تعثر الجولة الأولى بالبليدة وكذلك للبقاء في مراقبة السباق نحو تأشيرة التأهل عن كثب، خاصة وأن النتيجة المسجلة خلال هذه الجولة ستكون مهمة جدا للمنتخبات الأربعة التي تضمها هذه المجموعة الرابعة بالنظر إلى إفرازات الجولة الأولى، والتي حقق فيها منتخبا إفريقيا الوسطى وتنزانيا تعادلين مهمين خارج القواعد أمام المغرب والجزائر على التوالي، وبالتالي فإن استقباله هذه المرة بميدانه وأمام جمهوره قد يعقد من مهمة الخضر. بن شيخة يلهب حماس اللاعبين "أنتم أبطال.. فبرهنوا على ذلك للعالم" ونظرا للمسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقه في هذه المباراة، فإن مدرب المنتخب الوطني عبد الحق بن شيخة حاول الرفع من معنويات لاعبيه من خلال حثهم على التركيز الجيد ونسيان نتيجة المباراة الأولى، كما ذكّرهم بأهمية مواجهة اليوم لكونها منعرج حقيقي في مسيرة المنتخب في هذه الإقصائيات باعتبار أن الحسابات ستبدأ مع هذه الجولة. ومن أجل وضعهم أمام الأمر الواقع، قال لهم بن شيخة إنه ينتظر منهم انتفاضة حقيقية لتسجيل نتيجة إيجابية وإعادة الأمل للشعب الجزائري الذي ينتظر منهم بدوره الكثير. "أطلب منكم فقط أن تتركوا نرفزتكم خارج الملعب" وتفاديا لأي مفاجآت غير سارة، أكد بن شيخة للاعبين أن الخطأ الكبير الذي سيقعون فيه هو استصغار المنافس، حيث قال إن منتخب إفريقيا الوسطى صعب المنال بميدانه وأمام جماهيره وما فرضه التعادل على المنتخب المغربي إلا دليل كاف على ذلك، وبالتالي فإنه كلما أخذت الأمور بالجدية اللازمة حسبه زادت حظوظ الفوز. ومن جهة أخرى، حذرهم المدرب من مغبة الوقوع في فخ استفزازات الخصم، لأن ذلك سيكون في غير صالح المنتخب الوطني، خصوصا وأنه يدرك جيدا أن أغلب عناصر الخضر تتميز بالنرفزة السريعة والرد على لاعبي الخصم وعلى الحكم بعنف، لاسيما في حال الهزيمة، وبالتالي فقد ركز بن شيخة كثيرا على هذه النقطة الهامة، كما ذكّرهم بأنهم قادرون على هزم المنافس بسهولة، لكن إذا توفرت فيهم الإرادة اللازمة وحافظوا على هدوئهم. "أثبتوا أنكم تستحقون مكانة في المنتخب الوطني" ورغم اعترافه بتأثير غياب الركائز الخمسة، مطمور، زياني، بودبوز، قديورة والشادلي، إلا أن بن شيخة أكد أنه في كرة القدم يجب انتظار كل شيء ومن الضروري الاستعداد لأي طارئ في كل الأوقات، كما أنه لا ينبغي البقاء في حالة البكاء لغياب هؤلاء، وإنما يجب مواجهة الموقف بكل تحد، وهي فرصة مواتية للعناصر الأخرى من أجل إثبات إمكانياتها خاصة الذين تم استدعائهم في المدة الأخيرة، على غرار حاج عيسى وجابو المطالبين ببذل مجهودات أكبر للبرهنة على أنهما يستحقان مكانة ضمن المنتخب. "تعرفون إفريقيا جيدا، إذن ركزوا فقط على المباراة" وعن الظروف الصعبة التي تميز عادة المباريات التي تجرى في بلدان إفريقيا السوداء سواء المناخية أو التي تتعلق بالإقامة، وجه بن شيخة خطابا مباشرا لأشباله مؤكدا لهم أنه من الضروري مجابهة الواقع كما هو و عليهم التفكير فقط في تحقيق الهدف الذي سافروا من أجله، وقال لهم أن الأمر الذي ينبغي أن يذكرونه دوما هو تحمل كل المتاعب والسفر المرهق دون جني فائدة، وبالتالي فلا مجال للتهاون و التفكير في الأمور الجانبية أكثر من التركيز على ما يحدث في المستطيل الأخضر، فالجميع يعرف إفريقيا و مشاكلها، وذلك كاف لتقبل الواقع. المباراة على المباشر في القناة الوطنية سيتمكن الجمهور الجزائري من متابعة مباراة المنتخب الوطني ضد إفريقيا الوسطى على المباشر ابتداء من الساعة الثالثة من ظهيرة اليوم وعلى القناة الأرضية الوطنية، حيث و بعد مفاوضات ماراطونية، استطاعت إدارة اليتيمة الحصول على حق بث المباراة على المباشر، وقد ارتاح أنصار الخضر كثيرا لهذا الخبر، خاصة وأن اغلبهم كان في رحلة البحث عن مكان لمشاهدة اللقاء على قناة الجزيرة الرياضية التي تملك حقوق البث، وبالتالي فإن الجميع سيكون على الموعد اليوم مع أمل استعادة سيناريو زامبيا في تصفيات المونديال. أنصار إفريقيا الوسطى يؤمنون بالفوز بنتيجة عريضة بدأت حمى المباراة في بانغي منذ وصول بعثة المنتخب الوطني أول أمس، حيث كانت كل الأجواء توحي بأن أنصار منتخب إفريقيا الوسطى باتوا يؤمنون بقدرة فريقهم على الفوز بالمباراة و بنتيجة عريضة، وكان ذلك باديا من خلال عبارات السخرية التي كان يطلقها هؤلاء على اللاعبين وهم في طريقهم غلى الفندق، ولكن رفقاء لحسن، وبالنظر إلى تركيزهم الشديد على المباراة في حد ذاتها، فإنهم اكتفوا بالرد عليهم بابتسامات خفيفة ولكن لها معنى كبير وكأنهم يريدون القول أن الجواب سيكون في الميدان، والملاحظ أيضا أن شعب إفريقيا الوسطى الذي يملك منتخبا يكاد لا يعرف، أصبح من أكبر المناصرين له خاصة بعد تسجيله لتعادل مفاجئ بالرباط أمام المنتخب المغربي في الجولة الأولى. عبدون "مستعد لأن أكون في مستوى ثقة الأنصار بي" "نحن ذاهبون إلى بانغي من أجل الفوز فقط، أظن أن لدينا الإمكانيات لتحقيق ذلك، المدرب قدم لنا نصائح هامة وسنحاول التقيد بها، نعرف جيدا أن المباراة صعبة خاصة في ظل الظروف المناخية التي تسود هناك، لكننا لا نفكر سوى في العودة بنتيجة إيجابية. ندرك جيدا ما ينتظرنا، وقمنا بالتحضيرات الضرورية، وإن شاء الله لن نخيب الشعب الجزائري هذه المرة. أما بالنسبة لي، فأنا مستعد كالعادة لمنح كل ما أملك من أجل إسعاد الأنصار، وبالمناسبة أشكرهم كثيرا على ثقتهم الكبير بي، ويبقى المدرب هو صاحب القرار ومن واجبي احترامه". بوڤرة "يجب أن نضع في أذهاننا أن سمعة المنتخب في اللعب" "حقيقة المباراة صعبة لأننا سنلعب خارج القواعد، منتخب إفريقيا الوسطى لا نعرفه لذلك يجب الحذر منه وأخذه بجدية، فلا ننسى انه تعادل مع المغرب في الرباط وهذا ما يستدعي احترامه، لقد قمنا بالواجب وحضرنا أنفسنا جيدا لهذه المواجهة، ونعرف جيدا أن الجزائريين ينتظرون منا تسجيل نتيجة إيجابية ولهذا فقد عزمنا على تحقيق النقاط الثلاثة، لأن سمعة المنتخب في اللعب قبل كل شيء ومن الضروري الدفاع بشراسة عنها، لكي لا يقال أن منتخب مونديالي يخفق في التأهل لكأس إفريقيا". لحسن "مهمتنا ليست مستحيلة ولدينا كل الإمكانيات للفوز" "مهمتنا صعبة لكنها ليست مستحيلة، صعبة لأن المنافس يلعب بميدانه وأمام جمهوره ولاعبيه يتواجدون في معنويات مرتفعة، كما أنه لا يوجد منتخب كبير وآخر صغير، وليست مستحيلة لأننا نملك كل الإمكانيات الضرورية للفوز، لا أخفي عليكم أنني جد متفائل بعدما رأيت تلك الأجواء في التدريبات، فاللاعبون يتغلبون سريعا على الضغط وهذا أمر إيجابي. ومن جهتي، فلا أرى أي حرج في لعب أول مواجهة في ظروف طبيعية خاصة، وسترون أن أدائي لن يتغير".