بمناسبة الذكرى ال 56 لاندلاع الثورة احتضنت، عشية أول أمس، قاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح، عرض شرفي لشريط وثائقي يحمل عنوان "حرب الجبناء" من إخراج علي بلود.ويروي الشريط، في مدة زمنية لا تتجاوز 52 دقيقة وباعتماده على ثلاثة محاور، معاناة ومأساة شريحة ضحايا الألغام المضادة للأشخاص، حيث مزج فيه المخرج بين الخيال بسرد قصة فتاة ذهبت ضحية الألغام المضادة التي مازالت آثارها السلبية يتجرع مرارتها الشعب الجزائري إلى يومنا وبين شهادات حية لكل من تعرض للألغام والذين فتحوا قلوبهم بصدر رحب للمخرج ليسردوا له معاناتهم التي تكبدوها منذ أمد بعيد، إلى جانب شهادة المؤرخ الدكتور محمد قرصو الذي أعطى لمحة تاريخية عن تاريخ غرس الألغام واسرد بإسهاب ما اقترفته فرنسا من جرائم في حق الشعب الجزائري مستغربا ومتسائلا عن الأسباب التي دفعت بفرنسا عدم تسليمها لخرائط الموضحة للأماكن التي غرست بها الألغام. كما تساءل عن السبب الذي منع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ليرفض بصفته رئيسا للجمهورية ووريث الجمهورية الخامسة تقديم إعتذاراته للشعب الجزائري فيما يتعلق بالجرائم التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في حق الجزائريين. كما لم يستثن المخرج شهادات أطباء أخصائيين ومختصين في علم الاجتماع إلى جانب رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام لحرب التحرير الوطني جوادي محمد الذين شخصوا لنا الواقع المعاش المرير لهذه الشريحة. واعتمد المخرج أيضا على صور من الأرشيف بالأسود والأبيض تبرز الطريقة التي غرست بها الألغام وما كان الشعب الجزائري يعانيه تحت وطأة الاستعمار. من جانبه، أوضح منتج الشريط الإعلامي أحسن حليمي، في تصريح لموقع الإذاعة الجزائرية، أن الشريط تم تصويره بثلاثة أماكن وهي بسكرة، بئر العاتر بتبسة وغابة بوشاوي بالجزائر العاصمة، مضيفا أن العمل تطلب أزيد من سنتين تم تخصيصها لجمع المادة والدراسات. كما كشف المتحدث أنه ينوي ترجمة العمل إلى لغات الانجليزية، الفرنسية والاسبانية في حال توفرت الإمكانيات المادية علما ان الشريط استفاد من دعم مادي من وزارة الثقافة عن طريق صندوق دعم الإنتاج. وتجدر الإشارة إلى ان حقيبة المخرج تتضمن 50 عملا وثائقيا. كما سبق له وأن اشتغل بجنب المخرج لمين مرباح.