نظم مساء يوم الثلاثاء بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح (الجزائر العاصمة) العرض الأولي للفيلم الوثائقي الخيالي حول الخسائر التي خلفتها الألغام المضادة للأشخاص التي تركها جيش الاستعمار الفرنسي في الجزائر. ويبرز هذا الفيلم الوثائقي الذي أخرجه علي بلود الخسائر التي خلفتها الألغام المضادة للأشخاص التي وضعها الجيش الفرنسي خلال إنشاء خطي شال و موريس سنتي 1956 و 1957 على مستوى الحدود الجزائرية-المغربية و الجزائرية-التونسية. ويسرد هذا الفيلم الوثائقي الخيالي المعاناة الجسدية و النفسية لضحايا هذه الألغام المضادة للأشخاص. و صرح مختصون تم استجوابهم في إطار هذا الفيلم أن "الضحايا يعانون فضلا عن الجروح الجسدية المشوهة من معاناة نفسية" و أضافوا ان "ألم العضو المشوه يكون أحيانا أقوى بعد عشر أو عشرين سنة من وقوع الحادثة". كما يتطرق الفيلم الوثائقي إلى الترحيل القسري للسكان من قبل قوات الاستعمار خلال إنشاء خطي الموت هذه و البؤس الذي نجم عن هذا الترحيل القسري. وصرح السيد علي بلود يقول "كان من الصعب استجواب ضحايا الألغام المضادة للأشخاص الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب في غضون بضع ثوان". ومن جهته، أوضح المؤرخ محمد قورصو أن "السلطات الاستعمارية لم تسلم مخططات الحقول الملغمة للجزائر إلا في وقت متأخر في حين أن الألغام تحركت من مواقعها بفعل الرياح و مجاري المياه".