يفتح فيلم ''حرب الجبناء'' ملف الألغام المضادة للأشخاص والتي لا تزال تحصد الأرواح البريئة إلى اليوم، والألغام التي تعتبر جريمة حرب مارستها فرنسا الاستعمارية بوحشية في الجزائر، وبالتالي فإن مسؤوليتها الجنائية والانسانية قائمة قانونا وإنسانيا. ''حرب الجبناء'' فيلم وثائقي من نوع الخيال للمخرج علي بلود، يقدم عرضه اليوم ابتداء من السادسة مساء بقاعة ''ابن زيدون''. ويسعى إلى طرح مشكل الألغام المزروعة على طول الحدود الشرقية والغربية بما فيها المناطق الداخلية للبلاد. لعل من أكثر ضحايا هذه الألغام الأطفال الذين يندفعون ببراءة الى هذا الخطر الصامت، لذلك فإن المخرج يركز على هؤلاء الضحايا ويبعث من خلالهم وباسم أطفال العالم برسالة إلى القوى العظمى في العالم لشرح معاناتهم التي سببتها لهم هذه الألغام التي لا ترحم، فهي حرب أخرى تستهدف وبشكل مستمر المدنيين حتى بعد امضاء كل معاهدات السلام ووقف الحرب، إذ لا تزال إلى يومنا تحصد عشرات الأرواح. يتناول الفيلم ثلاثة محاور أساسية تصب كلها في إطار تجريم فرنسا وخبرائها الذين صنعوا هذه الألغام وزرعوها على أرض الجزائر لتفتك بأبنائها. يخص المحور الأول الإطار القانوني والتاريخي لهذه الجريمة والاستعانة بمؤرخ معروف في ساحة البحث وكذا تقديم وثائق وأرشيف يعود لتلك الفترة. المحور الثاني يرتكز على إظهار مآسي وآلام الضحايا ممن بقوا على قيد الحياة بعدما فقدوا أجزاء من أجسامهم وسيقوم بالتعليق على هذه المآسي الضحايا أنفسهم وبعض المختصين كالأطباء الجراحين، أطباء، علماء نفس واجتماع. المحور الثالث خصص للجانب السياسي من خلال استعراض مآسي الجزائريين عامة منذ أن وطئت أقدام فرنساالجزائر سنة 1830وما تبع ذلك من جرائم القتل والابادة والتشريد والمجاعة وغيرها من الجرائم التي لا تزال آثارها بادية إلى اليوم والتي تستلزم كحد أدنى اعتذار الدولة الفرنسية لكل الشعب الجزائري. للتذكير، فإن الفيلم من اقتراح مؤسسة ''أفرو، فيزيون'' للانتاج التلفزيوني والسينمائي، وهو يتزامن والاحتفالات بالذكرى ال56 لاندلاع الثورة التحريرية.