أوضح الخبير في الكوارث الطبيعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، أن الانهيار الصخري الذي حدث بسبب السيول الأخيرة بالأخضرية كان متوقعا، بسبب الأشغال القريبة من المنطقة، فضلا عن تسرب مياه السيول إلى قلب الصخور، هذا ما افقدها حسبه مقاومتها، وبالتالي انهيارها على السيارات، ما أدى الى وقوع قتلى وجرحى. ولم يستبعد الخبير إمكانية تكرر الانجراف الصخري في مناطق أخرى كلما تضاعفت السيول، مطالبا بإيجاد حل للطرقات التي قال إنها شيدت قريبة جدا من التلال الصخرية، رغم أن أغلبها شق في زمن الاستعمار. وفي سياق آخر، جدد الخبير رأيه فيما يخص الكثير من المشاريع التي أكد بشأنها أنها لم تحظ بإجماع الخبراء، خاصة في مجال دراساتها التقنية، متسائلا عن السر الذي أدى بالجهات الوصية إلى تجاهل مكاتب الدراسات المستقلة وعدم إشراكها في الدراسات التقنية للمشاريع، معتبرا أن الدراسات التي أنجزتها مكاتب الدراسات التابعة للدولة لا يمكن أن تحظى بالمصداقية، لأنها جاءت وفق اتجاهات معينة وإملاءات من مسؤولين معينين، الهدف منها الإسراع في المشاريع دون مراعاة الدراسات التقنية المعمقة التي لا يمكن تحقيقها دون إجماع الخبراء المستقلين مع عدة جهات رسمية، ضاربا المثال بالطريق السريع الذي ظهرت فيه عدة عيوب بسبب الأمطار الأخيرة، حيث نزل بعضها إلى أسفل بسبب سوء الدراسات التقنية. كما تساءل الخبير في تصريح ل "الأمة العربية"، عن السر الذي انتشرت فيه المؤسسات والفيلات في وادي حيدرة الذي أكد بشأنه أنه غير ثابت وتربته غير مستقرة، لاسيما وأنه واد يشكّل خطرا داهما على ساكنيه. وعن قرار الوزير الأول بإلغاء مشروع المدينةالجديدة ببوڤزول، أوضح رئيس نادي المخاطر الكبرى أنه لا يملك ملف المدينةالجديدة الذي هو بين يدي الوزير الأول، موضحا أنه إن كان الإلغاء مبنيا على معطيات تقنية وعلمية، فهو قرار مقبول. ولكن إن كان ذو خلفيات سياسية، فهذا لن يزيد الأمور إلا تعقيدا، خاصة وأن الجزائر في حاجة إلى مدينة جديدة من أجل فك الاختناق عن العاصمة، موضحا أنه ليس مع فكرة خلق عاصمة جديدة، ولكن خلق مدينة جديدة مع بقاء العاصمة كما هي عاصمة ثقافية وسياسية للبلاد، لكن علينا يضيف شلغوم فك الخناق عنها من خلال نقل عدة مصالح منها إلى أماكن جديدة، وعلى رأسها الوزارات والجامعات، مستغربا الاستمرار في إنجاز مشاريع كبرى بقلب العاصمة، على رأسها جامعة الطب بشاطوناف وكلية الحقوق بالعاصمة، وهو ما سيزيد العاصمة اكتظاظا.