توفي، مساء أول أمس، شخصان وأصيب ثمانية آخرون بجروح متفاوتة الخطورة إثر سقوط كتلة من الصخور على مجموعة من السيارات كانت تسير في الطريق الوطني رقم 5 بمنعرجات الأخضرية على الحدود بين ولايتي البويرة وبومرداس. حسب شهود عيان وقع الحادث في حدود الساعة الخامسة والرّبع مساء بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت على المنطقة فأدت إلى سقوط كتلة من الصخور الضخمة من الجبل المحاذي للطريق الوطني رقم 5 على بعد بضعة أمتار عن المدخل الشمالي لنفق الأخضرية، وقد صادف ذلك مرور مجموعة من المركبات فتدحرجت الصخور فوق خمس سيارات وحطمتها، ما أدى إلى مقتل شخصين أحدهما رعية مصرية كان يقود سيارة من نوع ''لوفان'' وإصابة ثمانية أشخاص آخرين بجروح وصفت حالة بعضهم بالبليغة. وقد أدى انهيار الجدار الصخري إلى غلق الطريق الذي يربط بين العاصمة وشرق البلاد لساعات طويلة ما سبب متاعب كبيرة لمستعمليه، حيث سلك المتوجهون إلى العاصمة طريق بوزفزة الخطير وآخرون فضلوا طريق بوكرام الأربعطاش. أما القادمون من العاصمة فمنهم من فضل العودة، وقضى الكثير من أصحاب الشاحنات ليلتهم في بني عمران وآخرون سلكوا طريق ذراع الميزان، ومن سكان الأخضرية من قطع المسافة سيرا على الأقدام رغم الأمطار والظلام الدامس الذي كان يخيّم على المنطقة. ولفتح الطريق تنقلت بعد الحادث مباشرة الشاحنات والجرافات من ولايتي البويرة وبومرداس. وتمكن، صباح أمس، العمال من فتح جانب واحد من الطريق وفتح ممر يستغرق المرور منه ساعات طويلة، كما علمنا أن صخرة سقطت صباح أمس في نفس المكان ولحسن الحظ لم تخلف أية خسائر تذكر، ما يدل على أن الخطر لا يزال قائما. وفي هذا الصدد دعا مصدر أمني كل مستعملي الطريق إلى توخي الحذر أثناء المرور في منعرجات الأخضرية واحترام إشارات المرور التي تدعوهم إلى تفادي السير بسرعة حتى يتمكنوا من تجنب أي طارئ ينتج عن انهيار الجدران الصخرية وعدم استعمال المنبهات، في حين يأمل كل السائقين أن تسرع الشركة المكلفة بإنجاز الجزء الأخير من الطريق السيّار شرق غرب الذي كان من المقرر أن يفتح خلال الشهر الحالي، حسب ما صرح به وزير القطاع أثناء زيارته الأخيرة للمنطقة، وبالتالي يتفادون المرور من هذا الطريق المفعم بالمخاطر.