أمام تطور زراعة الحبوب بالولاية، وخاصة محصول القمح الذي احتلت فيه بلدية بابار ولاية خنشلة المرتبة الأولى على مستوى الوطن إزدادت رغبة الفلاحين في تفعيل هذه الزراعة، وتوسيعها في المناطق التي لم تكن تشملها هذه الأخيرة بصفة واسعة نظرا لانعدام مياه السقي خاصة الجوفية منها، ولأجل ذلك يطالب فلاحو المنطقة الغربية لسد بابار من مسؤولي السد ومديرية الفلاحة للولاية تفعيل السقي والعمل على مد القنوات تحسبا لمباشرة زراعة الحبوب بكل من بلديات طامزة وخيران والولجة. وتجدر الإشارة أن هذه المناطق كانت معروفة ببساتينها المختصة في غراسة وزراعة أشجار التين، والتفاح والمشمش، والرمان، والزيتون، وغيرها، وأمام انتشار هذه البساتين وتكاثرها أصبح بعضها يعاني من العطش مما جعل التزود بمياه السقي أمرا ضروريا وهاجسا حقيقيا بات يؤرق فلاحي هذه المناطق، ومن المعروف لدى الخاص والعام أن بلديتي خيران وطامزة تعرفان انتشارا واسعا لبساتين التين والمشمش والتفاح ذات النوعية الجيدة، والتي أضحت الممون الحقيقي لسكان الولاية خاصة والولايات المجاورة عامة وانعدام مياه السقي سوف يؤدي إلى هلاك هذه الثروة وموتها عطشا، ويتساءل الفلاحون وأصحاب هذه البساتين عن عدم تمكنهم من مياه سد بابار رغم وفرة الثروة المائية الهائلة فيه والتي ستلبي حاجيات بساتينهم مع إمكانية مساعدتهم على زراعة وغراسة أنواع أخرى من الأشجار كالزيتون الذي حققت فيه مختلف مناطق الولاية نجاحات معتبرة مع تلاؤمه وتعايشه مع مناخ المنطقة وكذاتوسيع بعض الزراعات كالحبوب وغيرها ولكن محدودية مياه السقي أرغمتهم على الاكتفاء بالبساتين،كما اشتكى الفلاحون من عامل آخر لايقل خطرا عن الجفاف والعطش، وهوتهديد قطعان الخنازير لبساتينهم والتي ألحقت أضرارا كبيرة خاصة بفاكهتي التفاح والمشمش، مما جعلهم يوجهون نداءات استغاثة للجهات المعنية بتمكينهم من محاربة هذه القطعان والقضاء عليها أو إعانتهم على تسييج هذه البساتين. من جهتهم مسؤولو السد أكدوا تخصيصهم لكميات من المياه التي ستخصص لهؤلاء الفلاحين من أجل سقي بساتينهم، وكذا قرب مشروع تزويدهم بما يزيد عن 3ملايين متر مكعب لأجل سقي المحاصيل الزراعية الأخرى. وتجدر الإشارة أن ولاية خنشلة قد استفادت من مشاريع إنجاز ثلاثة سدود أخرى بالولاية موجهة كلها لدعم سقي المحاصيل الزراعية وسقي البساتين والأشجار المثمرة بهذه المناطق منها سد تاغريست بالجهة الغربية للولاية والذي سيتكفل بكل من منطقة يابوس، بوحمامة، شليا، لمصارة، وغيرها من المناطق والذي باشرت شركة كوسيدار أشغالها فيه وسد وادي العرب الموجه لمناطق الجنوب الغربي، ويشمل كل من طامزة خيران والولجة، وسد الراخوش الذي سيوجه للمناطق الجنوبية للولاية كششار، تبردقة، الزاوية، سيار وغيرها غير أن هذين السدين الأخيرين لايزالان قيد الدراسة، وتأتي هذه المشاريع كلها لدعم قطاع الفلاحة والنهوض به إلى مستويات أعلى خاصة بعدما أثبتت ولاية خنشلة خلال هذه السنوات الأخيرة قدرتها على دعم السوق الوطنية بمنتوجاتها من خضر وفواكه وزراعات أخرى كالحبوب وغيرها إذا ماوجدت الدعم الكافي من طرف الدولة نظرا لشساعة أراضيها الفلاحية وتنوع مناخها بين تلي، وصحراوي، وجبلي.