يتداول الشارع المصري نكتة مصرية عن رئيسهم حسني مبارك، مفادها أن الرئيس بلغه أن الشعب يقول له "وداعا"، فرد الرئيس "هو الشعب المصري عاوز يرحل ليه".. والنكتة تحققت فعلا في الخطاب الأخير لليلة الثلاثاء، حين أكد الرئيس تمسكه بالحكم وحب البقاء إلى آخر نفس من عمره، وكأنه يقول للشعب المصري "عوزين أرحل أنا ليه ما ترحلوا انتم". والأمر الخطير في أن مبارك من خلال خطابه، أكد أنه ليس من الطامعين في المسؤولية، يعني أنه زاهد في الحكم. وإن كان حكم مبارك طيلة 30 سنة دون شريك له أو نائب، يعد زهدا في الحكم، فكيف سيكون عليه الحال لو كان طامعا في الحكم؟ إضافة إلى هذا، تحدث الرئيس المصري عن خدمته لمصر طيلة تحمّله للمسؤولية، سواء 30 سنة التي قضاها مسؤولا في الجيش، أو الثلاثين الأخرى التي تحمّل فيها مسؤولية حكم البلاد والعباد، وهذا ما يدل على أن مبارك مقتنع تمام الاقتناع أن الشعب مخطئ وأنه كرئيس وكحسني مبارك على صواب، لذا فما على الشعب المصري سوى الرحيل إلى حيث شاء، لأن مبارك يريد أن يبقى في الحكم ليتم ما بدأ فيه منذ تقلده مقاليد الحكم، في بلاد جر على شعبها والأمة العربية الويلات تلوى الويلات. وأمام منطق أعوج كهذا يفكر فيه الرجل الذي خرج حتى الشعب الفيليبيني في العاصمة مانيلا مطالبا برحيله، لم يبق لنا سوى أن نقول له "ما تختشي يا ريس وارحل يا عم وخلي عندك دم".