ذكرت برقية دبلوماسية نشرها موقع "ويكيليكس" الإلكتروني أن الرئيس مبارك "لا يمانع في معاناة بعض الناس خشية تعرض البلاد لحالة من الفوضى". وتأتي هذه التسريبات، في الوقت الذي شهد فيه ميدان التحرير وسط القاهرة أمس الأول أضخم تظاهرة شهدتها البلاد منذ بدء الاحتجاجات العنيفة المطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك. واتهمت البرقية السفارة الأمريكية في القاهرة مبارك، بعدم الاستجابة بإيجابية للمطالب الأمريكية بالانفتاح السياسي والديمقراطية، واصفة مبارك "بالعلماني التقليدي الذي يكره التطرف الديني وتدخله في السياسة"، وأنه يعتبر جماعة الإخوان تهديدا لنظامه ومصالح المصريين. ويتفق ذلك مع التصريحات التي أدلى بها مبارك الخميس الماضي لشبكة "إيه بي سي" الأمريكية "، والتي قال فيها " فاض بي الكيل وأود الرحيل ولكن أخاف أن تدخل مصر في فوضى، لايهمني ما يقوله الناس عني وإنما أهتم ببلدي ". وفي تعليقه على الدعوات الأمريكية المتكررة لنقل السلطة في مصر فورا، قال مبارك :" الرئيس باراك أوباما لا يفهم في الثقافة المصرية، أي انتقال سريع للسلطة سيتسبب بفوضى، أخشى من فوضى واسعة واستيلاء الإخوان على السلطة إذا تنحيت " . كما أوردت برقية مؤرخة في جانفي 2010 أن المطالب الحالية للمتظاهرين هي نفس المطالب التي نادى بها الدبلوماسيون الأمريكيون منذ أكثر من عام كإلغاء قانون الطوارئ والدعوة لانتخابات حرة. وتعليقا على الأحداث الحالية، قالت وسائل إعلامية أمريكية، أن المشكلة في مصر ليست في الجماعات المعارضة والخشية في وصول جماعة الإخوان إلى السلطة، ولكن في النظام الذي تدعمه الولاياتالمتحدة والذي لا يبدي رغبة حقيقية في التغيير، بحسب المصادر الإعلامية . وانتقدت ذات المصادر " الشمولية العسكرية" التي تهيمن على الجيش المصري، وقالت إن عمر سليمان لا يرغب في ديمقراطية حقيقية، مستدلة بذلك باستبعاده للجماعات التي كان لها دور أساسي في الاحتجاجات الأخيرة من الحوار، وكذلك تأكيده للتليفزيون المصري على ضرورة توفر" مناخ ديمقراطي" قبل تطبيق الديمقراطية.