لاتزال موجة المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك مستمرة، بينما خرج موقع ''ويكيليكس'' المثير للجدل لينشر وثائق جديدة تظهر أن النائب الجديد للرئيس عمر سليمان سعى دوما إلى رسم صورة مخيفة ل''جماعة الإخوان المسلمين'' المعارضة خلال اتصالاته مع المسؤولين الأمريكيين· وتثير هذه التسريبات الشكوك بشأن دوره كوسيط أمين في الأزمة السياسية الحالية في مصر· وتضمنت برقيات للسفارة الأمريكية سربها موقع ''ويكيليكس'' من بين 250 ألف وثيقة دبلوماسية، أن رئيس المخابرات المصرية السابق سليمان اتهم الإخوان ب''تفريخ المتطرفين المسلحين'' وحذر في 2008 من أنه إذا قدمت إيران الدعم للجماعة المحظورة فسوف تصبح ''عدونا''· ويأتي التسريب في الوقت الذي التقى فيه سليمان أول أمس بممثلين لجماعات وأحزاب معارضة من بينهم ممثلون لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة رسميا، بغرض بحث سبل إنهاء أسوأ أزمة سياسية تشهدها مصر منذ عقود· وطرحت واشنطن خيارات للتعجيل باستقالة الرئيس حسني مبارك ومن بينها سيناريو يتضمن تخليه عن كافة سلطاته لحكومة انتقالية يرأسها نائبه ويدعمها الجيش·ولن يثير ما يبديه سليمان سرا من ازدراء للإخوان دهشة المصريين الذين اعتادوا موقف حكم مبارك المناوئ للإسلاميين، غير أن الكشف عن هذه البرقيات قد يثير الشكوك في الوقت الذي يسعى فيه سليمان إلى جذب الجماعة المحظورة منذ زمن طويل إلى الحوار بشأن الإصلاح·والمؤشر الواضح من البرقيات المسربة يتمثل في أن المسؤولين الأمريكيين كانوا متشككين في جهود سليمان لتصوير ''الإخوان المسلمين'' على أنهم ''وحوش''· واستغلت حكومة مبارك كثيرا التهديد الإسلامي لتبرير استمرار حكمها الاستبدادي لسنوات· كما تشعر الولاياتالمتحدة وإسرائيل بالقلق بشأن مصير معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979 في حالة حصول الإخوان المسلمين على مزيد من النفوذ السياسي في مرحلة ما بعد مبارك·من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ''بي جي كرولي'' في تعليقه على الوثائق ''نحن نرفض التعليق على أي وثيقة سرية منفردة''· وفي برقية بتاريخ ال 15 فيفري 2006 ، يقول السفير الأمريكي في القاهرة آنذاك ''فرانسيس ريتشاردوني'' إن سليمان ''أكد أن الإخوان المسلمين فرخوا 11 منظمة إسلامية متطرفة أهمها جماعة الجهاد المصرية والجماعة الإسلامية''· وسحقت قوات الأمن المصرية الجماعات ''الإسلامية'' التي استهدفت السائحين والأقباط ووزراء في الحكومة ومسؤولين آخرين في التسعينات في حملتها الساعية لإقامة دولة إسلامية وما زالت تحكم قبضتها عليها حتى الآن· وشكلت جماعة الإخوان المسلمين جناحا عسكريا سريا من قبل، لكنها تقول الآن إنها ملتزمة بنشر سياساتها من خلال الوسائل السلمية والديمقراطية· ولم تستطع الحكومة إثبات ضلوع الإخوان في تدبير أي عمل ''عنيف'' منذ ما يزيد على 50 عاما·