تتواصل أشغال الدورة السنوية ال 34 لمجلس قادة البلدان الأعضاء في الصندوق الدولي لتطوير الفلاحة المعقدة في روما والتي قدمت لها الجزائر مساهمات كتابية تتضمن عددا من الاقتراحات حول مكافحة الفقر في الوسط الريفي والتصحر وتغير المناخ. وأبرزت المساهمة الجزائرية الجهود التي يقوم بها الصندوق الدولي لتطوير الفلاحة في نشر الوعي العالمي المتقاسم للبعد الذي يمثله إدماج شباب المناطق الريفية في النشاط الاقتصادي. وجاء في التصريح أن هذا الإدماج يرمي إلى تطوير فلاحة مزدهرة قادرة على تغذية الأجيال المستقبلية. ومن وجهة نظر الجزائر، فإن المناطق الريفية يجب أن تعتبر أكثر من أي وقت مضى فضاءات حاملة لآمال جزء كبير من الشباب. واعتبرت المساهمة الجزائرية أن مرافقة شباب الأرياف بشكل كبير يمكنها أن توفر نشاطات تجديدية من خلال الاستغلال العقلاني للموارد الطبيعية المحلية كما يمكنها المساهمة في العمل الجماعي لرفع الإنتاج الفلاحي من اجل القضاء على المجاعة وسوء التغذية في العالم. وفي هذا السياق، جددت الجزائر التأكيد على أن هذا الهدف الاستراتيجي يعتمد أولا على الموارد والقدرة الخاصة بكل بلد معتبرة أن تجسيده في العديد من البلدان يحتاج أيضا إلى دعم دائم من قبل المنظمات الدولية مثل الصندوق الدولي لتطوير الفلاحة. وحول الأمن الغذائي اعتبرت المساهمة انه مرتبط بشكل كبير بالقدرة على تحقيق التنمية الريفية التي تعتبر الأداة المفضلة لإحداث إنعاش ديناميكي ومتوازن. وفي هذا السياق، اقترحت الوثيقة تحديث المنشآت القاعدية وإطار المعيشة الذي سيكون له فائدة أكيدة، مؤكدة أنه يجب أيضا انجاز مشاريع تهدف إلى تثمين أحسن للموارد الطبيعية لهذه الأراضي والتثمين الذي سيكون مصدر العديد من المهن ومنتجات جديدة وخدمات جديدة.كما تشير المساهمة الجزائرية أن حماية البيئة ومكافحة التغيرات المناخية تشكل "تحديا كبيرا" وأولوية بالنسبة للمجتمع الدولي بسبب الأخطار المختلفة التي تهدد الأنظمة البيئية والاقتصاد. من جهة أخرى، تقترح الجزائر تسهيل إجراءات ولوج أسواق الدول المتطورة، لاسيما أسواق المواد الفلاحية من طرف مصدري الدول النامية ومواجهة عدم استقرار أسعار المنتجات الغذائية في الأسواق الدولية بسبب المضاربات المالية ودعم إنتاج المواد الغذائية على مستوى الدول.