قدّم حسين عبروس مجموعته الشعرية الثالثة لقرائه المهتمين بعالم الكتابة الشعرية في الجزائر والوطن العربي، والتي كتبت جل قصائدها في فترات متقاربة، وعنونت ب"طرق على الحديد القلب" وهو عبارة عن عنوان يمتزج فيه الطرق والحديد والقلب ذلك الامتزاج الغريب الذي يحيل القارئ على تباريح النفس التي تعبق برياحين الوجد وبكل ماهو جميل من المشاعر الرقيقة الفياضة وفي ذات الوقت يبوح بأسراره الحداد الذي ألف نفخ الكير ورماد النار الحارقة.. إنه طرق لا يعرفه إلا قلبه العارم بثورة الحب –قلب حسين –الغامرة بدفء الأحاسيس العامرة بهوى الله والأحبة والوطن، فهي عبارة عن تغاريد قلب ينبض بالحياة من أجل استمرار رحلة الحياة واستمرار الأمل لأنها وبكل بساطة تباريح عاشق لم تسعه الأرض وسط عالم لا يعرف غل الكره والحقد فلقد آمن –حسين عبروس – بأن الحياة الرائعة هي تلك التي يصنعها الشاعر بأدق تفاصيل الأشياء في أحلك الظروف.. ولربما القارئ للقصيدة الأولى من المجموعة الشعرية يدرك سر ذلك الإيمان بأن وراء كل ضيق فرجا، ففي المقطع الثالث (بيت) نقرأ فيه ما يؤكد صحة هذا الكلام : "البت خطاف أسود ..مفتاحه الشمع الذي لم يوقد /وأنا أرجّ نافذة القول ..يا لهول مايو صد / ويضيء دمع متكئ ما بين كسرى .. وكسر الباب منتبها في القول .. يارب كل البيوت / أعدني إلى بيتك ..تطل من شباك نافذة القلب عاشقة / حين أطوي كل أوجاعي ..وأشد كل أسماعي ..فمتى أفيض في سمى المخرج ؟..نامي قليلا ..قليلا ..يا قطا القلب ..كي تفرج". وهذه المجموعة حتما ستحيل القارئ إلى عالم يفيض بالفرح والحزن والألم والمعاناة لكنها لا تحرمه من متعة اللحظة الجميلة والصورة الأجمل. فهي نبض حسين على الورق، ودمعه المتناثر العبرات في فضاء كل قصيدة، هي ألمه المتعب وحبه المباح المتكتم، وجرحه النازف المحكم، وقلبه الخافق الواله المغرم ليشهدنا نحن القرّاء بأننا وقعنا من خلال هذه الكلمات تحت طرق على حديد القلب ليرفق بقلبه العاشقون.