في ظل إعلان الجيش الوطني الشعبي والأنظمة الأمنية عن سياستها الجديدة في قمع والقضاء على الجماعات الإرهابية الدموية ومكافحتها، وهذا في ظل رفع حالة الطوارئ المعلن عنها مؤخرا وتزامنا أيضا مع الإصلاحات والتعديلات الدستورية المعلن عنها بالجزائر، إلا أنها لم تمنع من استمرار حمامات الدماء والمجازر المرتكبة من قبل الجماعات الإرهابية النشطة عبر ربوع الوطن، حيث كانت الحصيلة هذا الأسبوع ثقيلة، إذ بلغ عدد الضحايا وسط عناصر الجيش الشعبي الوطني 20 جنديا جزائريا، بعد مقتل قائد للجيش وأربعة جنود في بومرداس في انفجار قنبلة على جانب الطريق، الأحد المنصرم. وأفادت مصادرنا أن الانفجار الذي وقع نهارا تعرضت له مركبة خاصة بالجيش كانت تقل على متنها الضحايا، وقتل انفجار آخر في ذات اليوم بالبويرة دركيا وجرح ثلاثة آخرين، ويُشار إلى تورط كتيبة تابعة لتنظيمات ما يسمى ب "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، والتي يقودها أبوسلمان نائب عبد المالك درودكال في تنفيذ تلك الهجمات الدموية. هذا، وقد لقي 14 جنديا حتفهم بعدما أقدم إرهابيون على محاصرة معسكر تابع للجيش بمنطقة العزازقة في الوقت الذي هاجم فيه خمسون إرهابيا على الأقل وحدة للجيش على مستوى الطريق الرابط بين مدينتي عزازقة وإيعكوران التابعة لولاية تيزي وزوعلى الساعة الثامنة مساء وقام المعتدون بزرع متفجرات وإغلاق الطرق المجاورة بالأشجار لمنع قدوم تعزيزات عسكرية قبل أن يهاجموا جنودا من الجيش الشعبي الوطني الجزائري بالرشاشات والقنابل اليدوية وحسب مصادرنا فإن الإرهابيين شرعوا في إطلاق الرصاص في الهواء على بعد أمتار من الوحدة لجلب انتباه عناصر الجيش بينما شرعت مجموعة إرهابية أخرى في إمطار عناصر الجيش المتمركزين بالوحدة بالرصاص مستخدمين أسلحة الكلاشينكوف وتواصلت الاشتباكات لأزيد من ساعتين وأسفر القتال عن مصرع اثنين من الإرهابيين حسب مصادر أمنية وكان هذا الهجوم الأكثر دموية ضد قوات الجيش الجزائري منذ تاريخ 29 جويلية من سنة 2009 أين هاجم إرهابيون بعد نصبهم لكمين على موكب عسكري بمنطقة الداموس التابعة لولاية تيبازة، حيث خلفت المجزرة أنذاك مقتل أزيد من عشر جنود وقالت مصادر أمنية، إن المجموعة الإرهابية استولت على كمية كبيرة من الأسلحة خلال هذه العملية. وتعرض الجنود لطعنات باستعمال الأسلحة البيضاء، وهوما تسبب في إصابات خطيرة واستُعملت المروحيات لنقل الجرحى وجثامين الجنود المغتالين. وفي أول رد فعل رسمي على الاعتداء الإرهابي، قال وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية "إن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف موقعا للجيش الوطني الشعبي نفذته جماعة إرهابية تنشط بالمنطقة". وأضاف ولد قابلية على هامش زيارة الرئيس بوتفليقة إلى ولاية تلمسان، إن هدف الجماعة التي نفذت الهجوم هوتحقيق صدى إعلامي، مشيرا أن أجهزة وزارته قد رصدت عدة خروقات أمنية ومشكلات في ولاية تلمسان وقال: "تم فصل رئيس أمن الولاية بسبب تردي الوضع الأمني وعدم تمكنه من تحقيق الأهداف المرجوة " وهوما تطلب إجراء تغيير على رأس المسؤولين المكلفين بالأمن بالولاية لإعادة تنظيم الأمور الأمنية حسب الوزير. وفي يوم الجمعة أيضا، قتلت القوات المسلحة الجزائرية ستة إرهابيين من بينهم أمير سرية إيعكوران المنضوية تحت لواء تنظيم ما يسمى بالقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إلى جانب تفكيك أربع قنابل كانت مغروسة على جوانب طريق تيزي وزوهذا في الوقت الذي تمكنت فيه عناصر الجيش الاثنين الفارط من من القضاء على إرهابيين وإلقاء القبض على آخرين بمنطقة جراح ببومرداس وتدمير أكبر "كازما" كانت العناصر الإرهابية تستخدمها لصناعة القنابل اليدوية والمتفجرات وتخزين الذخيرة الحربية وهذا على مستوى المنطقة الحدودية الرابطة بين جراح وجبال بوزقزة وجبال الأخضرية بالبويرة ولا تزال عمليات مكافحة الإرهاب متواصلة عن طريق حملات التمشيط التي يقوم بها عناصر الجيش الشعبي الوطني الجزائري.