العقيد الليبي معمر القذافي كان يفخر بين ملوك إفريقيا والعرب في المؤتمرات المختلفة عن ثورته التي ليست في واقع الحال سوى انقلاب على ملك عجوز اسمه الملك إدريس، لهذا كان الرئيس هواري بومدين يتساءل عن أي ثورة يتحدث عنها العقيد التي ليست سوى انقلاب على شيخ عجوز طاعن في السن؟ وكذلك الأمر في سوريا أين ورث الأسد الابن ثورة عن الأسد الأب الذي كان يتحدث عن ثورة ليست في واقع الحال سوى انقلاب عسكري ليستمر حكم هؤلاء بشرعية الثورة، ولم تكن لا ثورة ولا هم يحزنون، بل اغتصابا للسلطة، وكان مبارك يستمد شرعيته من حرب أكتوبر التي تشبه هي أيضا الثورة وكان يعطي لنفسه الأسبقية في هذه الثورة أو كما كان يسمى صاحب أول طلعة جوية، وهو ما لم يثبته أي مؤرخ أو عسكري مصري لحد الآن، ربما لهذا رفض مبارك أن يكتب مذكراته حين كان رئيسا خشية من انكشاف "البازڤة"، واليوم هاهي ما أخذته الثورات المزيفة ممثلة في الانقلابات تسترده بثورات شعبية حقيقية ضد الاستبداد والظلم الذي تولّد عن هذه الثورات التي قادها مثل الأسد والعقيد ومبارك، وربما يبقى بن علي حالة شاذة إذ كانت ثورته ليست في واقع الحال سوى "تكليخة" للرئيس العجوز بورڤيبة حيث انقلب عليه بثورة ناعمة، لكن ثورة الشعب التونسي كانت هادرة قاسية كقسوة بن علي على شعبه طيلة 23 سنة من حكمه الجائر، وهكذا انتقمت شعوب بثوراتها الخاصة وأزاحت ثورات كرتونية لحكام هم أبعد عن الثوار. من الفيس بوك ما اُخذ بالثورة لا يُسترد إلا بالثورة...