نشط نهاية الأسبوع بساحة رياض الفتح بالعاصمة في إطار فعاليات الطبعة الرابعة المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب، الباحث 'محمد ساري' نقاشا عن 'الأدب والالتزام'، بين كلا من الروائي المصري 'سعد القرش' والشاعر المترجم التونسي 'خالد النجار'، اللذان تناولا مفهوم الالتزام في الأدب ودور المثقف في أحداث ربيع العرب. قال الروائي والقاص 'سعد القرش' من مصر، أن الأدب إذا أردناه أن يكون ملتزما فعليه أن يكون أدبا أو لا يكون، موضحا أن بعض الكتابات الملتزمة في مصر سقطت في اختبار الزمن لأنها بعيدة عن شروط الفن التي ينبغي أن تكون في الأدب، على اعتبار أنه لا يمكن أن نرغم الكتاب ليكتبوا عن المهمشين والديكتاتوريين. وعن دور المثقف في ثورة 25 يونيو، أكد صاحب رواية أول النهار 'سعد' أن معظم المثقفين المصريين خرجوا لميدان التحرير وألهموا شباب الثورة بحكم أنهم كانوا يعانون التهميش، مضيفا أن القلة القليلة من المثقفين الموظفين كانوا مع السلطة، وحسبه المثقف يبقى دوما في الطليعة لأنه جزء من الحركة الجماهيرية والثورة جزء من نجاحه. من جهة أخرى، اعتبر الشاعر والمترجم 'خالد النجار' من تونس، مقولة المثقف الطليعي هوالذي يقود التغيير بمثابة الأسطورة التي تجاوزها الزمن، بحيث أصبح رجل الشارع متقدما على المثقف، مبرزا أن الحركة الشعبية الإنسانية في وطنه قادها أبناء جلدته المسلمين وليسوا الشوفينيين، بينما المثقفين فلقد انقسموا إلى طوائف منهم من خان القضية بحكم منصبه الإداري ومنهم من ثار ضد النظام وتعرض للعنف والمتابعة والضرب وقسم آخر فضل الصمت. وفي سؤال له عما إذا كان الكاتب ملتزما بقضايا الجماهير بعد الثورة، رد 'النجار' صاحب المؤلف 'غبار القارات' الحاصل على جائزة أدب الرحلة في عام 2008، قائلا:' إن الوقت لم يحن لكتابة أدب ولم تمر على الثورة إلا بضع أشهر'، وفي رأيه الأدب الحقيقي هوالذي يكتب في مواقع الفايس بوك ذلك أن النصوص التي تحتويها تعبر عن الحياة اليومية للمجتمع وقادت الحركة التاريخية، بخلاف الكتابات الأدبية التي حملت الفكر الإيديولوجي والشعارات السياسية'.