يفتتح، اليوم، بعمان الأردنية اجتماع وزراء العرب للمالية ومحافظي البنوك المركزية لبحث سبل مواجهة الأزمة العالمية وحماية المؤسسات العربية من تداعياتها الخطيرة، ومناقشة القضايا المتعلقة بأداء الهيئات والمؤسسات المالية العربية وخططها المستقبلية وتقييم الإنجازات المحققة في الفترات السابقة. ويشارك في الاجتماع وفود من جميع الدول العربية، تشمل وفدا جزائريا بقيادة وزير المالية كريم جودي، فضلا عن الهيئات المالية العربية والمتمثلة في الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وصندوق النقد العربي والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، والهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات. وتعتبر الجزائر ثاني أكبر المساهمين في دعم هذه الهيئات بعد المملكة السعودية، لدعم دورها المهم في ترقية مشروعات التنمية في الدول العربية، غير أن معظم المؤسسات المذكورة سجلت خسائر ضخمة جداً جراء الأزمة المالية العالمية. ويوجد في صدارة هذه المؤسسات "الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي"، والتي سجّلت خسائر بواقع 27 بالمئة، لتفوق بذلك نسبة الخسائر غير المعلنة لمجموع المؤسسات المالية العربية حسب ما أكدته مصادر إعلامية عربية والتي كشفت أيضا أن "صندوق النقد العربي"، والذي يعتبر أفضل المؤسسات العربية أداء، سجلت خسائر فادحة، حيث انخفض مؤشرها المركب بنسبة 50,1 بالمئة، في نهاية العام 2008. ويعتبر اجتماع مؤسسات المال العربية، اليوم، بمثابة مواكبة للهيئات الدولية المالية قصد إبراز خبراتها العلمية والميدانية، من أجل العمل على الحد من انعكاسات خسائر الدول العربية جراء الأزمة المالية العالمية، التي تهدّد كذلك رمة اقتصادياتها. وستتابع هذه الاجتماعات كذلك، تنفيذ ما صدر عن مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية في الكويت في جانفي الماضي، والمبادرة التنموية التي أعلنها أمير الكويت في المؤتمر التي تهدف إلى توفير الموارد المالية اللازمة لدعم الأعمال الصغيرة والمتوسطة برأسمال قدره 2 مليار دولار.