يتساءل الكثير من المتتبعين عن مدى قدرة الجزائر على استضافة كأس أمم إفريقيا 2013 في ظل إمكانية سحب الدور من ليبيا بسبب ما تعيشه من حرب وأزمات أمنية كثيرة قد يطول أمدها ما يجعل تنظيم التظاهرة على أراضيها أمر متعذر، ويدور اسم الجزائر على الكثير من الألسن، خاصة في مبنى الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، حيث هناك الكثير من المعطيات التي تجعلها مؤهلة لاستضافة هذا الحدث القاري رغم ان المسألة تبدوصعبة جدا خاصة أمام ضيق الوقت، حيث أن التجارب السابقة أثبتت ان تنظيم كأس أمم إفريقيا ليس بالأمر الهين، فهناك عدة بلدان تم اختيارها لتنظيم هذا الحدث قبل موعده بسنوات كثيرة، إلا أنها سجلت بعض النقائص على كافة الأصعدة سواء الجانب التنظيمي أواللوجيستيكي وما بالك بالتحضير لهذا الموعد في ظرف سنة فقط، حيث أن الملاعب التي تتوفر عليها الجزائر تبقى غير جاهزة تماما خاصة وأن أغلبها ذات عشب اصطناعي وتفتقر للشروط الأمنية فضلا عن نقص سعة المدرجات ولوأن هناك أربعة ملاعب على الأقل قادرة على احتضان المباريات بشكل جيد، على غرار 5 جويلية وملعب الرويبة بالعاصمة، مصطفى تشاكر بالبليدة و19 ماي بعنابة إضافة إلى بعض الملاعب في الغرب على ذكر وهران وتلمسان، كما أن هذه الملاعب تتواجد بالقرب من المطارات والفنادق، وقد سبق لأنغولا أن استضافت الدورة الماضية في أربعة ملاعب فقط ونجحت في ذلك، وبالتالي فإن الفرصة مواتية لأجراء الإصلاحات والترميمات على بعض الملاعب من أجل تعزيز حظوظ الجزائر في استضافة هذا الحدث القاري الهام للمرة الثانية بعد سنة 1990. المعطيات المتوفرة تجعل الجزائر الأوفر حظا من مصر وجنوب إفريقيا وجدير بالذكر، أن الجزائر قد تقدمت بترشحها لاستضافة كأس إفريقيا 2013 بعد سحبها من ليبيا إلى جانب كل من مصر وجنوب إفريقيا، لكنها تبقى الأوفر حظا، حيث أن مصر ترغب في تنظيم مباريات الدور التصفوي الأخير من إقصائيات أولمبياد لندن 2012 ولا ترغب في تنظيم كأس أمم إفريقيا جديدة وحتى وان كانت جاهزة لذلك خاصة أنها نظمت تظاهرات رياضية كبيرة آخرها نهائيات كاس العالم للشباب عام 2009، لكن الحكومة المصرية لا تريد إعطاء الموافقة النهائية الرسمية قبل أن يستتب الأمن في مصر بشكل تام، أما جنوب أفريقيا فهي الأخرى تمتلك من الإمكانيات المادية والبشرية ما يسمح لها باستضافة الدورة دون أي إشكال على اعتبار نجحت في تنظيم نهائيات كاس العالم الأخيرة قبل سنة وبطولة أمم إفريقيا للشباب بدل ليبيا ربيع العام الجاري، وبالتالي فهي من الناحية التقنية جاهزة لكن ما يطرح الإشكال هوأنها ستنظم كأس أمم أفريقيا للعام 2017 ولا يعقل أن تنظم دورتين في ظرف أقل من أربع سنوات. وعلى ضوء هذه المعطيات، تتواجد الكاف ورئيسها الكاميروني عيسى حياتوفي موقف حرج في انتظار الفصل النهائي في قضية سحب التنظيم من ليبيا من عدمه خلال الاجتماع الذي سيعقده المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي في القاهرة في شهر سبتمبر المقبل، ورغم أن الكاف لم تحدد بعد تاريخا ولا آجالا لاستقبال ملفات الترشح لاستضافة البطولة محل ليبيا، إلا أنه يترقب الموضوع دون إثارة إعلامية سعيا منه لترتيب أموره قبل الإعلان عن أي قرار رسمي، وتكمن صعوبة إيجاد بديل لليبيا بسبب معاناة الكثير من البلدان الإفريقية حيث تعيش أوضاعا سياسية واقتصادية وأمنية هشة وبناها التحتية غير قادرة على تنظيم حدث مثل كأس أمم إفريقيا في ظرف أقل من سنتين.