تعهدت طرابلس بمحاكمة عادلة في ليبيا لسيف الإسلام القذافي الذي اعتقل في جنوب البلاد ونقل إلى الزنتان، والذي قالت المحكمة الجنائية الدولية إنها تريد تسلمه، لكنها لم تستبعد أن يُحاكم في ليبيا وفق التهم ذاتها التي وردت في مذكرة الاعتقال الصادرة ضده قبل شهور. واعتقل سيف (39 عاما) قرب مدينة أوباري (170 كلم تقريبا جنوب غرب مدينة سبها) مع أربعة من مرافقيه بينهم أحد أبناء رئيس المخابرات الفار عبد الله السنوسي، بينما كانوا يحاولون تهريبه إلى النيجر، وفقا لمسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي. وتم ذلك في عملية نفذتها سرية خالد بن الوليد التابعة لكتيبة أبي بكر الصديق التي تخضع بدورها للمجلس العسكري لمدنية الزنتان، وسبقها رصد استمر أياما وفق ما قاله عضوالمجلس الانتقالي موسى الكوني. ونقل سيف الإسلام في طائرة مروحية من مطار أوباري إلى الزنتان، حيث حاول مواطنون اقتحام الطائرة التي كانت تقله، إلا أنهم مُنعوا من ذلك ونقل الأسير لاحقا إلى مكان غير معروف لضمان سلامته. وظهر سيف الإسلام في صور ثابتة، ثم في تسجيل مصور بثته مواقع ليبية معافى إلا من إصابات في ثلاث من أصابع يده اليمنى. وقال نجل العقيد القذافي وفقا لمصادر اعلامية في المروحية التي نقلته للزنتان إن تلك الجروح نتيجة غارة جوية تعرض لها موكبه قبل نحو شهر، وأكد أنه بخير. وتعهد رئيس الوزراء الليبي المكلف عبد الرحمن الكيب، يوم بأن يحاكم سيف الإسلام ومن معه محاكمة عادلة في ليبيا. وقال عبد الرحمن في مؤتمر صحفي بالزنتان إن المحاكمة ستُضمن فيها جميع الحقوق وفقا للأعراف الدولية وعبر عن أمله في أن تبدأ بعد اعتقال نجل القذافي مرحلة بناء دولة القانون والعدالة، على حد قوله. وفي المؤتمر الصحفي ذاته تعهد رئيس المجلس العسكري للزنتان أسامة الجويلي بمعاملة سيف الإسلام بأخلاق الإسلام. وقال الجويلي إن الثوار لن يسيئوا مطلقا إليه. وقبل هذا كان مسؤول ملف العدل في المجلس الانتقالي محمد العلاقي قد تعهد بمحاكمة عادلة لسيف الإسلام داخل ليبيا، ولم يستبعد أن يصدر عليه حكم بالإعدام بسبب ما قاله بارتكابه الجرائم المنسوبة إليه من تحريض على القتل وجلب للمرتزقة ونهب للمال للعام، على حد تعبيره. وأشار العلاقي في الوقت ذاته إلى اتصالات مع المحكمة الجنائية لتحديد مكان محاكمته. وبشكل متزامن تقريبا، قال مسؤول ملف الإعلام في المجلس الانتقالي محمود شمام إن سيف الإسلام سيحاكم في ليبيا على جرائمه. وقد أعلنت المحكمة الجنائية أن كبير مدعيها العامين لويس مورينوأوكامبوسيزور ليبيا الأسبوع المقبل لمناقشة مسألة مثول سيف الإسلام أمام العدالة. وفي لاهاي قال المتحدث باسم المحكمة الجنائية فادي العبد الله إن ليبيا ملزمة بمقتضى قرارات الأممالمتحدة بتسليم سيف الإسلام.الا أن العبد الله قال إن على السلطات الليبية إذا أرادت أن تتم محاكمته داخل ليبيا وفق نفس التهم الواردة في مذكرة اعتقاله أن تتقدم إلى لاهاي بطلب ذلك. وكانت صدرت في حق سيف الإسلام ووالده العقيد الراحل معمر القذافي وعبد الله السنوسي مذكرات اعتقال من المحكمة الدولية الصيف الماضي. وقد حثت دول غربية بينها فرنسا السلطات الليبية ومنظمات دولية على التعاون مع المحكمة الجنائية في ما يخص محاكمة سيف الإسلام القذافي، لا سيما وأن هذا الأخير يحمل أسرارا هامة خاصة فيما يتعلق بتمويل القذافي الحملة الانتخابية لساركوزي وكذا الصفقات التي عقدت مع ايطاليا وبريطانيا. وفي الوقت نفسه، حث الاتحاد الأوروبي السلطات الليبية على ضمان تقديم سيف الإسلام للعدالة بالتعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية. كما طالب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ليبيا بمحاكمة لسيف الإسلام وفق المعايير الدولية, وقال إن بلاده ستقدم كل مساعدة للحكومة الليبية وللمحكمة الجنائية لتقديمه ليواجه محاسبة كاملة وعادلة عما اقترفه.