عن منشورات دار ليجوند للنشر والتوزيع في الجزائر صدر مؤخراً الديوان الشعري الجديد « كأني لستُ من حرسي» للشاعر أحمد الخطيب، يقع الديوان الذي ضم « 19 « نصاً شعرياً في « 140 « صفحة من القطع الوسط، ويحاول الشاعر في ديوانه الجديد الاقتراب من المناطق الشائكة وعناصرها، عبر إيجاد حركة سريعة للإيقاع تتوافق مع الذاكرة الشعرية التي تعتمد على الوجه الدلالي الآخر للكلام، وقد احتلت « القصيدة « « الأنثى « الحيز الأكبر من قصائد المجموعة، إلى جانب محاورة الفعل الإبداعي وتشكيلاته التي يشتغل عليها الشاعر منذ ديوانه الأول، بالإضافة إلى تحكيك اللغة بوصفها حاملة للانفجار الذي يحدثه مواءمة الإيقاع مع الدلالة التي يسعى الشاعر إلى تحميلها عدداً من الأوجه. تؤشر عناوين قصائد المجموعة « واستصلحي ما شئت من ينبوعي، سهر اليراع، سيدة النرجس، كحل الهوى، غزل الذاكرة، زحمة الضوء، تغريبة الكأس الأخيرة، أشباه معطلة، أبيات تعتذر عن طينتها» على اهتمام الشاعر منذ العتبة الأولى للنص الشعري بإيجاد بؤر للتوتر القرائي، وإيقاظ مسألة التهيؤ لمقاربات تأويلية، وعدم الركون إلى المنجز الذهني.وهذه بعض آراء الأدباء في تجربة الشاعر الخطيب في قصائد مجموعته الجديدة:يقول الشاعر الجزائري مجذوب العيد المشراوي: هنا يجب أن نفهم أن القصائد الكبيرة لم تأت من فراغ أبداً، القصائد الكبيرة ليست رهن الخواطر ولا الخيالات، القصائد الكبيرة هي طحن للواقع وللذكرى وللغة والذات، وامتزاج ذلك في وحدة شعورية تفرغ في ميقاتها الموعود بإذن ربها.فيما يرى الناقد والشاعر الجزائري محمد الأمين سعيدي : أن قصائد الخطيب التي تقوم على البحر الخليلي هي قصيدة على النسق العمودي وتتمرّد عليه في الآن نفسه، فهي تنقاد وتعصي، تجاري وتعارض، حتى لكأني بها تقضي على المنطق (الثالث المرفوع) بل أي منطق يقف أمام جنون الشعر/منطقه الخاص. أحمد الخطيب يشكل عالما ساحرا بكل مقاييسه، ويعطي للقارئ فسحة بأنْ يشتغل بالتأويل، لكأني بي وأنا أقرؤها خيميائيّ المعنى أمازج ما بين عناصره لأكتشف سره. ويقول الناقد والشاعر التونسي صلاح داود: لئن كنت أكره النقد الانطباعي فإنني في حال القصيدة التي أقف أمامها مبهوراً، لا أمتلك القدرات الموضوعية العلمية الخالصة، إن مسام بدني تكاد ترفرف قشعريرة جعلت منك واحداً من ملاكها، حتى كأن الكلام بات رهن إشارتك ينصاع في ليونة كأنه الماء لا يمكن جمعه أو منعه، فطوعتها لغرض وطني ينضح شجنا لذيذاً ممتعا مطربا، رغم أن المعنى قاس عتي رهيب، واستطاع الروي الحلقي الممدود « العين « أن يعكس قساوة القهر المنبعث من أقصى الحلق صوتا مختنقا مدويا، لقد شخّصت العبارات والأشياء، وشيّأت الأشخاص، فذاب الكل في الكل، وتماهت حقائق في جوف حقائق، لأن الحقيقة ببساطة ماتت من زمان. من أجواء المجموعة: رفقاً، فقد نَبَسَ الخطى وخطا يُرمّمُ في القصيدةِ ساقي زوّجتُهُ ظلّي فأبرق في الصدى صوتي، وعاينَ سيرتي ومذاقي فتجمهرتْ صورُ الطفولةِ في يدي حتى خطفتُ من الهواء براقي هذا أنا يا حيُّ نصفيَ آيةٌ والشعرُ نصفي ... فانتبهْ يا ساقي