خرج آلاف المصريين، أمس، إلى ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة حيث شاركوا فى مليونية "رد الشرف" دعت لها قوى سياسية وحركات شبابية وثورية احتجاجا على ما وصفوه ب "الممارسات العنيفة من قبل قوات الجيش" ضد المتظاهرات خلال أحداث مجلس الوزراء الأخيرة. وشهد ميدان التحرير في القاهرة، مظاهرة جديدة دعت إليها حركات شبابية وأحزاب سياسية وأعلن الإخوان المسلمون عدم مشاركتهم فيها، في حين برز سجال جديد حول موعد الانتخابات الرئاسية في ظل استمرار عمليات فرز الأصوات بجولة الإعادة من المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية. ويطالب المتظاهرون بقيام المجلس العسكرى بتسليم مقاليد الامور إلى سلطة مدنية وإقالة حكومة الانقاذ الوطنى برئاسة الدكتور كمال الجنزوري. في هذا السياق، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، عدم مشاركتها في المظاهرة مبررة ذلك بموقفها الداعي إلى "التهدئة والإسراع في المسيرة الديمقراطية" باعتباره "الطريق السليم والمأمون لنقل السلطة من المجلس العسكري إلى السلطة المدنية المنتخبة وتحقيق الاستقرار في مصر". وكانت مصادمات واشتباكات وقعت بين متظاهرين وقوات من الجيش والشرطة أمام مجلس الوزراء، هذا الاسبوع، اسفرت عن مقتل 17 شخصا طبقا لما ذكرته وزارة الصحة المصرية فيما عرف باسم "أحداث مجلس الوزراء". وكان العشرات اعتصموا أمام مقر مجلس الوزراء بقلب القاهرة ومنعوا الجنزوري، رئيس حكومة الانقاذ الوطني الذي خدم في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ويعتبره كثيرون قريبا للغاية من النظام المخلوع، من دخول مقر المجلس. وكان الشهر الماضي، قد شهد مقتل 45 شخصا في اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين المناهضين للمجلس العسكري بالقرب من وزارة الداخلية وسط القاهرة، فيما عرف اعلاميا باحداث "محمد محمود". وفيما يتعلق بالانتخابات المصرية، تتواصل عملية فرز الأصوات بجولة الإعادة للمرحلة الثانية لانتخابات مجلس الشعب التي جرت على مدى يومين على مستوى 30 دائرة انتخابية للنظام الفردي وثلاث دوائر لنظام القوائم الحزبية المغلقة في تسع محافظات هي الجيزة وبني سويف والمنوفية والشرقية والإسماعيلية والسويس والبحيرة وسوهاج وأسوان. وتنافس في تلك الانتخابات 118 مرشحا على 59 مقعدا انتخابيا في 30 دائرة انتخابية على المقاعد الفردية، حيث خاض المرشحون على النظام الفردي جولة الإعادة في ضوء عدم حصول أي منهم على نسبة النجاح المقررة في الجولة الأولى، والمحددة ب "50 بالمائة + 1" من إجمالي الأصوات الصحيحة في الدائرة الانتخابية الواحدة. كما جرت الانتخابات عن القوائم الحزبية في كل من الدائرة الثانية بمحافظة البحيرة، والدائرة الثانية بمحافظة سوهاج، والدائرة الأولى بمحافظة المنوفية في ضوء صدور ثلاثة أحكام قضائية بإضافة قوائم لأحزاب في بطاقات إبداء الرأي في تلك الدوائر قبل إجراء الجولة الأولى بأقل من 24 ساعة، على نحو استدعى تأجيل الانتخابات بنظام القائمة في الدوائر الثلاث إلى حين إعادة طبع بطاقات الانتخاب مضافا إليها الأحزاب المحكوم بإضافتها التي تقرر ضمها لجولة الإعادة بالمرحلة الثانية.