كانت 2011 سنة حافلة بالأحداث الاستثنائية بامتياز، لا سيما في الوطن العربي الكبير، الذي شهد ثورات شعبية غاضبة بسبب قمع الأنظمة ، لتنتقل رياح التغيير العربية إلى العالم، لا سيما بعدما نجحت في زحزحة بعض الرؤساء من الحكم وتلاحقت الأحداث السياسية والاقتصادية، وتنافست بالدم على صنع تاريخ ستتوالى فصوله بلا شك سنة 2012 وما بعدها. بمقاييس كثيرة، حيث يشكل "الربيع العربي" بطل 2011 بلا منازع، إذ تم دحرجة واسقاط رؤوساً كبيرة عن كراسي الحكم في تونس وليبيا ومصر،مدشناً للمنطقة مرحلة انتقالية مفتوحة على تحديات خطيرة.ومع "الربيع العربي"حل خريف وول ستريت كما، شهدت يوميات 2011 محطات بارزة أخرى، من مقتل الشيخ أسامة بن لادن بعد مطاردة استمرت عشر سنين. كما تستحق أحداث أخرى مكاناً لها في يوميات السنة الاستثنائية،كصفقة شاليط حيث نجحت حكومة حماس بعقد اتفاقية مع إسرائيل تطلق الأخيرة سراح اكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل الجندي شاليط الذي تم اختطافه في غزه، وهوما يعد انتصارا كبيرا لحركة حماس التي أجبرت إسرائيل للتفاوض معها، بعدما كانت تعتبرها منظمة إرهابية . ، إضافة إلى توتر علاقات أمريكا مع حليفتها باكستان على اثر مقتل اكثر من 28 جندي باكستاني. تونس ..صفعة شرطية لبوعزيزي تشعل نار الثورات العربية ثورة الياسمين، كانت بمثابة الشعلة الأولى في صف الثورات العربية، وبداية ما بات يعرف بالربيع العربي، والذي كانت محصلته،سقوط ثلاثة أنظمة بالكامل في تونس ومصر وليبيا على التوالي، وتوقيع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المبادرة الخليجية للتنحي وتسليم سلطاته، وعقوبات،صفعة قلم من شرطية للتونسي الذي أشعل لهيب الثورات العربية محمد بوعزيزي بائع الخضر المتجول بعربته المتهالكة، تدفع الأخير لإشعال النيران في نفسه سخطا على نظام استبد بشعب أكمله ولم يحفظ كرامة مواطنيه، حيث أدت تلك الثورة الغاضبة بانهيار النظام وهروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي إلى السعودية، بعدما رفضت فرنسا والعديد من الدول الأوربية استضافته.فبعد حكم استمر 23 عاما من دون منازع، فر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى السعودية تحت ضغط ثورة شعبية انطلقت في ديسمبر واوقعت 300 قتيل بحسب أرقام الأممالمتحدة. وحكم على بن علي بالسجن 66 عاما ونصف العام في ثلاث محاكمات جرت غيابيا، بتهم الفساد المالي واستغلال نفوذه .وشجعت الانتفاضة الشعبية في سيدي بوزيد قرية بوعزيزي فئات المجتمع التونسي للتعبير عن كبت سنوات عاشها الشعب في ظل استبداد النظام التونسي . فكانت ثورة الياسمين التونسية، حافزا لكثير من المصريين الذين خرجوا في يوم 25 جانفي بمظاهرات تنادي بإسقاط النظام بعدما رأوا التونسيين يفعلوها بأيديهم، وتبادل ثوار البلدين الخبرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث نقل التونسيون خبرتهم في التظاهر والتعامل مع أدوات القمع الشرطية. كانت تونس سباقة كذلك في نقل السلطة سريعا لإدارة منتخبة، وصوت التونسيون لاختيار مجلسهم التأسيسي لكتابة دستورهم الجديد، والتي كان مدادها دماء 219 قتيلا حسب تقرير الأممالمتحدة ضحوا بأرواحهم من أجل تونس جديدة. تنحي مبارك وانتهاء زمن التوريث: أيام قليلة وتغيب شمس 2011 هذا العام الذي اختلف عن باقي الأعوام ليس على مستوى مصر فقط ولكن على مستوى الدول العربية بأكملها، فقد شهد هذا العام في مصر منذ الساعات الأولى منه أحداثا ساخنة .كما شهد انتفاضة شعبية سجلها التاريخ "الثورة البيضاء"، عندما خرج الشعب للتنديد بالظلم والفقر بعدما فاض الكيل وسقط العديد من الشباب خلال هذه الثورة التي أدت إلى تنحي محمد حسني مبارك عن الحكم في 11 فيفري 2011 م، ففي مساء الجمعة وهواليوم الذي سيبقى في أذهان الشعب المصري، أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان قصير عن تخلي الرئيس عن منصبه وأنه كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد 30 عاما من حكم في قلب الشرق الأوسط محرك الأحداث السياسية عالميا، وفجأة يختفي محمد حسني مبارك من المشهد السياسي معلنا تنحيه عن رئاسة مصر وتسليم سلطاته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، لتنفجر الميادين الرئيسية في مصر بتحقيق أول مطالب ثورتهم في أقل من 18 يوما. وجاء تنحي مبارك مفاجئا لدول العالم يوم 11 من فيفري، والتي عجز أغلب قادتها على إبداء رأي واضح في كيفية التعامل مع الثورة المصرية، فضحت الإدارة الأمريكية بشريك استراتيجي تعودوا على التعامل معه وأيدوا الثورة لضمان علاقتهم مع الشعب،الذي أصبح قوة لا يستهان بها، من أجل مصالحهم .الرئيس المصري حسني مبارك الحاكم منذ 1981 يتنحى في اليوم الثامن عشر من انتفاضة شعبية ويسلم السلطات للجيش. فيما قتل حوالي 850 مدني في الاضطرابات. وبدأت محاكمة مبارك بتهمة الفساد وقتل متظاهرين في 3 أوت. وفي 3 أفريل قرر النائب العام حبس الرئيس السابق ونجليه جمال وعلاء مبارك 15 يوماً على ذمة التحقيقات في البلاغات المقدمة ضدهم.حيث جاء القرار بعد التحقيقات معهم في التهم الخاصة بقتل المتظاهرين واستغلال السلطة والتربح بصورة غير مشروعة والحصول على عمولات ومنافع من صفقات مختلفة. ليسجن بعدها جمال وعلاء في سجن المزرعة بطرة لتنفيذ قرار النائب العام، بينما بقى الأب بمستشفى شرم الشيخ .ليأمر بعدها النائب العام بإحالة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد والشروع في قتل بعض المشاركين في التظاهرات السلمية بثورة 25 جانفي 2011. ولايزال مصير مبارك مجهولا بعد بدء محاكمته مدنيا في قضايا تتعلق بالفساد وبتهم قتل المتظاهرين. مقتل القذافي وتهافت الغرب على اقتسام نفط ليبيا: اختلفت الثورة الليبية عن جارتيها التونسية والمصرية، ليس فقط في تعامل النظام القائم وقتها بزعامة العقيد الراحل معمر القذافي وأولاده بالقوة مع الاحتجاجات، ولكن في تحول الأمر سريعا إلى حرب يشنها العقيد مدعوما بكتائبه وعناصر أجنبية سميت بالمرتزقة الإفريقية في مواجهة شعبه ومن انحاز لهم من الجيش الليبي.انطلاق الثورة في شرق ليبيا ضد نظام معمر القذافي الحاكم منذ حوالي 42 عاما. وشكلت المعارضة المجلس الوطني الانتقالي الذي اعترفت به الأممالمتحدة وأكثر من ستين دولة. وفي 19 مارس باشر ائتلاف بقيادة واشنطن وباريس ولندن تدخلا عسكريا بتفويض من الأممالمتحدة تحت مظلة حماية المدنيين . وفي 31 من الشهر ذاته تولى الحلف الأطلسي قيادة العملية. وسيطرت المعارضة المسلحة على طرابلس في أوت .ومع ارتفاع ضحايا الصراع الليبي الداخلي بين الكتائب المسلحة وبين موالي القذافي ، بدت ملامح نهاية العقيد، وأنها ستكون مغايرة عن نهاية زين العابدين بن علي أو محمد حسني مبارك، ومع دخول الكتائب المسلحة طرابلس في شهر أوت بدأ البحث عن الرجل الذي حكم ليبيا طوال 42 عاما، ومع ازدياد قبضة المعارضة بفضل دعمها ممن كانوا بالأمس حلفاء لنظام القذافي على غرار ايطاليا وبريطانيا وفرنسا، على ربوع ليبيا بما فيها مدينة سرت مسقط رأس العقيد، لم يعلن المجلس الانتقالي انتصار الثورة رسميا، وظل البحث عن العقيد الشغل الشاغل سواء للثوار أولحلف الناتوالذي استمرت طائراته في شن غارات على جيوب قوات العقيد، ورصدت مكافأة مالية ضخمة لمن يجده حيا أوميتا. وفي العشرين من أكتوبر استقبل العالم خبر مقتل العقيد، وكان الذهول والشك في حقيقة الخبر القاسم المشترك بين أغلب المستقبلين، وهوما أخرج وسائل إعلام متعددة عن وقارها لتبث لقطات القبض عليه وجثته بعد موته لتأكيد الخبر للمتابعين، وبعد دفن العقيد أعلن المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي انتصار الثورة وتحرير كامل ليبيا. بمقتل القذافي، احتفلت المعارضة ومعها الناتو بنهاية حكمه. وكانت نهايته مثيرة للجدل. نظرا للطريقة التي أعدم بها، لتنتهي معه مرحلة من تاريخ ليبيا مليئة بالغرابة, ورحب الغرب بمقتله، متناسين أنهم، كلهم، كانوا يوما له أصدقاء.لا سيما رئيس وزراء ايطاليا برلسكوني والذي كان أول المرحبين، مباركا واعتبر أن العمل العسكري في ليبيا قد انتهى، برلسكوني كان صديق القذافي الأول في أوروبا والشريك الأول له، لدرجة أنه عبر عن امتنانه للقذافي بتقبيل يد العقيد. ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أيضا أدلى بدلوه "أنا فخور بالدور البريطاني في مساعدة الليبيين"، أما توني بلير، سلفه الأسبق كان فخورا أيضا بعقد الصفقات مع القتيل. كما أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان أكثرهم لياقة ولوكان من حيث التصريح فقط. إذ لم يرحب بالمقتل، مؤكدا أن الموت لا يجب الترحيب به مهما كان..وتبقى مصالحهم، لا أخلاقياتهم، محركهم الأول. في 2011 ..علم فلسطين يرفرف على اليونسكو وعملية السلام مجمدة رغم أن عام 2011 شهد ثوارت شعبية عربية، طالبت برحيل الأنظمة المستبدة، حيث حيث أطاحت تلك الثورات بعروش بعض الأنظمة ، على غرار تونس ومصر وليبيا ، فيما لا تزال تلك الثورات مستمرة في كل من اليمن وسوريا، الا أن رياح التغيير لم تصل إلى فلسطين، حيث شهدت مباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين هذا العام حالة من الجمود لم يشهد لها مثيل، فضلا عن عدم تنفيذ اتفاق المصالحة بين فتح وحماس حتى الآن على الرغم من توقيع قبل أشهر في القاهرة. لكن شهدت القضية الفلسطينية أهم الأحداث لعام 2011، حيث أعلنت روسيا على لسان رئيسها -ديميتريميديفيف- اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية في 18 جانفي، كما رفع رئيس بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن السفير مع رشيد عريقات العلم الفلسطيني ولأول مرة على مقر المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.فيما حذرت إسرائيل بتاريخ 29 مارس الأممالمتحدة من الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر على حدود 1967، مهددة باتخاذ إجراءات لذلك. وفي 4 ماي، تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بعد توقيعهما اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة، أنهما عازمان على طي صفحة الانقسام السوداء،كما شدد عباس في 15 جويلية، شدد عباس على الموقف الفلسطيني المتمثل في الذهاب إلى الأممالمتحدة لنيل عضوية فلسطين كاملة في حال عدم استمرار المفاوضات على أسس واضحة ووفق حل الدولتين ووقف الاستيطان.ولعل أهم حدث استثنائي شهده عام 2011 بالنسبة لفلسطين، هوصفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال الاسرائيلي وحركة حماس في 18 أكتوبر، حيث تم بموجبها الافراج عن 1027 أسير فلسطيني على مرحلتين، في مقابل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط والذي كانت تحتفظ به حماس مدة خمس سنوات.وفي 13 ديسمبر رفع علم فلسطين ولأول مرة على مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم - اليونيسكو- وذلك، حيث أطلق 550 أسير فلسطيني . الخليج في 2011.. البحرين على صفيح ساخن وتسونامي استجوابات بالكويت بداية تسلم النائب عن كتلة الوفاق النيابية خليل المرزوق لأول مرة رئاسة مجلس النواب، عندما غادر خليفة الظهراني رئيس المجلس منصة الرئاسة.وفي 9 فيفري أطلق ناشطون على شبكة الانترنت دعوات ل "ثورة" في البحرين لتحقيق عدة مطالب أبرزها تنحي رئيس الوزراء وزيادة المشاركة الشعبية.وتم إنشاء صفحة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي تحت عنوان "ثورة 14 فبراير في البحرين"، وهي تحظى بتأييد أكثر من ستة آلاف مستخدم.بعدها كان وقوع اشتباكات بين محتجين وشرطة مكافحة الشغب في قرية كرزكان الشيعية في البحرين مما أسفر عن إصابة متظاهر حيث قامت الشرطة باستخدام الغاز المسيل والرصاص المطاطي لتفريق عدد من المتظاهرين كانوا قد تجمعوا للمطالبة بالإفراج عن عدد من المعتقلين الشيعة،وتجمع آلاف من المتظاهرين الشيعة الذين استلهموا الثورتين في تونس ومصر في العاصمة البحرينية يوم 16 فيفري ر، لتشييع جثمان محتج ثان قتل في اشتباكات 14فيفري، تجمع عدة مئات في جنازة لرجل قتل بالرصاص واشتبكت الشرطة والمشيعين في جنازة. 17 فيفري - توجهت 50 آلية حربية ومركبة عسكرية إلى ميدان اللؤلؤة بقلب العاصمة البحرينية، لاحتواء التوتر وفرض النظام بعد الانفلات الأمني جراء اندلاع مظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام.ولقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب عشرات آخرون إثر قيام الشرطة بتفريق معتصمين في الميدان، واعتصم المئات في خيام في ميدان اللؤلؤة عند تقاطع طرق رئيسي في المنامة ويسعون إلي تحويله الي قاعدة لاحتجاجات تستمر لفترة طويلة على غرار الاحتجاجات التي شهدها ميدان التحرير في القاهرة. بعدها أعلنت جمعية "الوفاق" الإسلامية المعارضة في البحرين انسحابها من البرلمان احتجاجا على تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين مما تسبب في مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات، في الوقت الذي انتشرت فيه دبابات وشاحنات عسكرية مع محاولة الحكومة لإنهاء ثلاثة أيام من المظاهرات. 19فيفري أعلن الجيش في خطوة من شأنها تهدئة الأجواء، سحب جميع آلياته من دوار اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة، بعد مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات في احتجاجات شعبية تطالب بإصلاح النظام، وأعلنت الحكومة أن قوات الشرطة ستواصل الإشراف على القانون والنظام.ثم بدأت السلطات البحرينية في الإفراج عن المعتقلين السياسيين وبينهم 23 متهمون بالسعي للإطاحة بالملكية، وذلك بموجب العفوالذي أصدره الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وأخيرا أعلنت السلطات البحرينية وصول قوة خليجية مشتركة لحفظ الأمن في البحرين عقب مواجهات عنيفة جرت بين قوات الأمن ومتظاهرين مطالبين بإصلاحات سياسية، وذكر نبيل الحمر وزير الإعلام الأسبق أن القوات الخليجية التي تشمل أكثر من ألف عسكري سعودي من قوات درع الجزيرة وصلت إلى البحرين للحفاظ على النظام والأمن. 5ا مارس - أعلن العاهل البحريني حالة الطوارئ في البلاد اعتبارا من 15 مارس ولمدة ثلاثة أشهر، وقام بتكليف قائد قوة الدفاع للقيام بتيسير الأعمال خلال تلك الفترة.وكانت المعارضة البحرينية وجهت بيانا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطالب فيه بحماية شعب البحرين من دخول قوات سعودية وخليجية إلى البلاد، محذرة من خطر شن "حرب من قبل جيش مسلح ضد المواطنين البحرينيين" ومعتبرة دخول تلك القوات "احتلالا سافرا".فيما يتعلق الكويت، تقدم وزير الداخلية جابر الخالد الصباح بتاريخ 13 جانفي باستقالته لرئيس الحكومة على خلفية مقتل مواطن كويتي بعد تعرضه للتعذيب والضرب على يد قوى الأمن الكويتية، وبعد أيام من الاستقالة جدد مجلس الوزراء الكويتي الثقة بوزير الداخلية، وطالبه بالاستمرار في أداء مهام منصبه. كما دعا نواب المعارضة الكويتية قواعدهم الانتخابية إلى ما أسموه "ثلاثاء الغضب" وذلك بالدعوة إلى الاحتشاد في ساحة الإدارة المقابلة لمجلس الأمة، للدعوة إلى استقالة حكومة الشيخ ناصر المحمد، احتجاجاً على تأجيل جلسات مجلس الأمة. وتجددت تظاهرات "البدون"، في منطقة الصليبية، حيث اشتبكت قوات الأمن مع المتظاهرين مما تتسبب بوقوع 18 مصاباً من المتظاهرين وثلاثة من رجال الأمن، واعتقال 80 متظاهراً، بعد أن تم الإفراج عن أربعة متظاهرين من جهاز أمن الدولة كانوا قد اعتقلوا في تظاهرة الجمعة.واستمرت التظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها معظم الدول العربية التي تطالب بالتغيير، حيث تظاهر الكويتيون قرب البرلمان للمطالبة بإقالة رئيس الوزراء. كما شهدت سنة 2011 بالنسبة للكويت إصدار محكمة في الكويت على إيرانيين اثنين وكويتي بالإعدام بتهمة الانتماء لشبكة تجسس إيرانية، كما حكمت على اثنين آخرين بالسجن المؤبد.وعلى خلفية هذا الحكم استدعت الكويت سفيرها لدى طهران، وذكر وزير الخارجية الكويتية أنه سيتم طرد أي دبلوماسي إيراني يثبت تورطه في شبكة التجسس الإيرانية التي صدرت أحكام قضائية بشأنها. في 31 مارس - قدمت الحكومة الكويتية استقالتها، بسبب كثرة الاستجوابات المقدمة من بعض النواب التي وصلت إلى سبعة استجوابات.ثم كلف أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح رئيس الوزراء المنتهية ولايته الشيخ ناصر المحمد الصباح بتشكيل حكومة جديدة.وعقب هذا القرار تواصلت في مختلف المحافظات حملة التوقيعات الوطنية الرافضة لعودة الحكومة السابقة، أوأي من أعضائها، في إطار تطلع شعبي إلى نهج جديد في إدارة البلاد، وجدد الشباب الكويتي الذين تنادوا للتوقيع الولاء للأمير، آملين أن تكون الحكومة القادمة برئيس جديد ونهج جديد خدمة لمسيرة الكويت. السودان فى 2011 .. ملاحقة البشير، وانفصال الجنوب حفل السودان فى عام 2011 بالعديد من الأحداث الهامة التى اثرت على وحدة السودان كان ابرزها على الإطلاق انفصال جنوب السودان عن الشمال إلا أن الاحداث الاخرى كانت مؤثرة على الساحة السياسية ايضا لم يكد ينتهي رئيس دولة السودان، من قرار المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينوأوكامبوالخاص بمذكرة توقيفه الصادرة في 14 جويلية 2008 الخاصة بقضية دارفور أن تنتهي حتى أمرت محكمة كينية في نهاية عام 2011 باعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهم الإبادة الجماعية، وجعلت هذه الخطوة السودان يأمر بطرد سفير كينيا ويستدعي سفيره من نيروبي.وتأتي ملاحقات البشير الدولية والإقليمية ذلك لإتهامات بأنه ارتكب جرائم حرب في إقليم دارفور وطلب تقديمه للمحاكمة، بالرغم من أن السودان غير موقع على ميثاق المحكمة مما يشكك في نواياها، وهوالأمر الذي وصفته الحكومة السودانية أحزاب سودانية "استهدافاً لسيادة وكرامة وطنهم".وأنها محاكمة "سياسية فقط وليست محكمة عدل" واتهمت المحكمة بازدواجية المعايير. أهم محطة بالنسبة للسودان، كان انفصال جنوبه عن شماله حيث كان هذا الحدث الأبرز قبل الثورات العربية في عام 2011 وذلك بهدف تحقيق الاستقرار بين شطرين طالما اندلعت بينهما حروب .وبدأ الأمر بالاقتراع على تحديد مصير جنوب السودان والذى جرى فى 9 جانفي 2011، واستمر حتى 15 جانفي من العام الحالى، وكانت نتيجته تصويت أغلب الجنوبيين على الانفصال وفقا للاعلان الرسمى الصادر عن مفوضية استفتاء جنوب السودان فى 7 فيفري 2011، بنسبة بلغت 98.83 بالمائة للانفصال مقابل 1.17 بالمائة للوحدة.واصدر الرئيس السودانى عمر البشير فى 7 فيفري 2011 مرسوما جمهوريا قبل بموجبه نتيجة استفتاء الجنوب، وباعلان نتائج استفتاء جنوب السودان والاقرار رسميا بانفصال الاقليم دخل الشمال والجنوب مرحلة أخرى سميت بالفترة الانتقالية، وهى الفترة الممتدة من 7 فيفري موعد اعلان نتيجة استفتاء وحتى 9 جويلية 2011 وهوتاريخ الاعلان رسميا عن انفصال الجنوب وقيام الدولة الوليدة.ووقع الانفصال الرسمى بين شمال وجنوب السودان فى 9 جويلية 2011، وشهدت مدينة جوبا مراسم قيام دولة الجنوب بحضور ممثلين لدول العالم، وفى مقدمتهم الرئيس السودانى عمر البشير.وقام سلفاكير ميارديت زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان برفع علم جنوب السودان وانزال علم السودان الموحد بجوار تمثال للزعيم الجنوبي الراحل جون غرنغ.وبعد اقل من اسبوع على انفصال الجنوب رسميا، أعلنت حكومة جنوب السودان فى 14 جويلية 2011 انها بصدد اصدار عملة جديدة لتحل محل الجنيه السوداني المتداول هناك، وبالمقابل أعلن البنك المركزي السوداني اعتزامه طرح عملة سودانية جديدة، وكان ذلك بداية لما سمى بحرب العملات.وكانت الخرطوم وجوبا اتفقتا فى وقت سابق على بقاء الجنيه السوداني على حاله دون تغيير لمدة 6 أشهر تلي انفصال الجنوب، لكن حكومة الجنوب سارعت إلى اعلان نيتها اصدار عملة جديدة، وهوما اثار حفيظة حكومة الخرطوم.وشهدت الفترة الانتقالية بين شمال وجنوب السودان أحداثا متعددة، وصفها مراقبون بذروة التعارك السياسي بين الجانبين، خاصة فيما يتصل بتسوية القضايا العالقة بين الطرفين لاسيما الوضع فى منطقة ابيى المتنازع عليها، وترسيم الحدود وقضايا النفط والعملة والديون الخارجية وأوضاع الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب. مقتل بن لادن: في الثامن من شهر ماي أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما نجاح قواته الخاصة من قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في باكستان، ليحتفل الأمريكيون بالذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر بقتل المطلوب الأول في انتقامهم. وصف أوباما مقتل بن لادن ب"اليوم العظيم في تاريخ أمريكا"، وتوالت ردود الفعل الدولية الرسمية احتفالا بالخبر، حيث أعربت بريطانيا على لسان رئيس وزرائها ديفيد كاميرون عن ارتياحها الكبير لنبأ موت بن لادن، فيما قالت فرنسا على لسان رئيسها نيكولا ساركوزي، بأن الارهاب تلقى هزيمة تاريخية،وفي المقابل خرجت مظاهرات في أفغانستانوباكستان تندد بقتل من يعتبرونه زعيم المجاهدين ضد قوات الاحتلال الأمريكية، كما خرجت مظاهرات في القاهرة وعدد من الدول العربية والإسلامية تندد بقتل بن لادن من دون محاكمة، وتنصيب أمريكا نفسها خصما وحكما مع أعدائها. واكتنف مقتل بن لادن الغموض بسبب طريقة دفنه، إذ أعلنت الولايات المتحدة إلقاء جثته في البحر، مؤكدة إقامة الشعائر الإسلامية عليه، ورفضت كذلك بث صورة لجثته، مراعاة لحقوقه الإنسانية، وهوما فتح الباب لبعض المشككين في صحة مقتله. رياح التغيير العربية تحط رحاها في" احتلوا وول ستريت" بعدما أبهرت ثورات الربيع العربي العالم، وأثبت مواطنوها أن تحركات شعبية قادرة على زلزلة أركان أنظمة عتيدة، بدأت دعوات محدودة إلى مظاهرات في منطقة "وول ستريت" عاصمة المال الدولية بمدينة نيويوركالأمريكية في 17 سبتمبر 2011. وفي 24 سبتمبر وبعد أكثر من أسبوع من مسيرات الاحتجاج ألقت الشرطة القبض على جميع المحتجين الموجودين تقريباً بتهمة عرقلة حركة المرور، والذين بلغ عددهم 80 إلى 100 شخص، وكان ذلك أول اعتقال جماعيٍّ كبير منذ بدء الاحتجاجات، ومع مطلع شهر أكتوبر بدأت الاحتجاجات تتوسع وتنتشر خارج نطاق منطقة وول ستريت ومدينة نيويورك لتشمل الولايات المتحدةالأمريكية بأكملها. وفي 15 أكتوبر أصدر نشطاء الحركة بياناً طالبوا فيه بانتفاض الشعوب ضد الحكومات ورؤوس المال والاقتصاد لأنهم "لا يمثلونهم"، وضمن دعوتهم هذه وضعوا قائمة تضمُّ 950 مدينة في 82 دولة حول العالم كمواقع مقترحة للتظاهر فيها بالتاريخ المحدد، وكانت هذه أوَّل مرة يُدعى فيها إلى إقامة المظاهرات خارج نطاق الولايات المتحدة، وبالفعل عمَّت المظاهرات قرابة 1500 مدينة في مختلف أنحاء العالم.