أكد العضو الفعال والنافذ في لجنة أنصار مولودية الجزائر، سيد علي بن شيخ، أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها العميد خلال السنوات الأخيرة، لا سيما مع دخوله وعلى غرار باقي الأندية في الإحتراف، دفعت الغيورين على ألوانه إلى التحرك في كل الإتجاهات من أجل انتشاله من الضياع وقيادته إلى بر الأمان، وذلك من خلال ضمان إطار قانوني وشرعي يعطي المزيد من المصداقية للمشروع الذي ولد يوم 26 نوفمبر 2011، وهي عبارة عن لجنة مستقلة تضم عددا من الخبراء في مختلف المجالات الإقتصادية، المالية، القانونية والإعلامية، ستكون مهمتها الأساسية هي إقناع رجال الأعمال والإقتصاديين وأصحاب المؤسسات، وكذلك عامة أنصار ومحبي المولودية على المساهمة بأموالهم في إعادة الروح للفريق الذي أصبح يحتضر بسبب اللامبالاة وغياب الثقافة الإستثمارية والتنظيم، فضلا عن الفوضى السائدة في التسيير. وقال بن شيخ، خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر يومية "المجاهد"، إن الأنصار لا يريدون الوقوف مكتوفي الأيدي حيال ما يحدث لفريقهم، حيث لاحظوا بأن الأمور لا تسير على أحسن ما يرام والمشاكل المالية والإدارية لا تنتهي، كما اقتنعوا بأن الطريقة العشوائية التي يتم تسيير شؤون الفريق في الوقت الراهن ستؤدي به إلى نفق مظلم، إذ أن هناك غيابا تاما لأي استراتيجية على المدى البعيد وليس هناك ثقافة تسييرية محددة، وهو ما جعل النادي الأكثر شعبية في الجزائر يتخبط في المراتب الأخيرة، وأكد بأن الخلية التي تم إنشاؤها في شهر نوفمبر الماضي إثر عقد جمعية عامة استثنائية جاءت من أجل إيجاد حل للمشاكل المالية للمولودية، وبالتالي فستكون للأنصار كلمتهم، أي أنهم سيساهمون بطريقة غير مباشرة في تسيير شؤون الفريق. وأوضح في هذا الإطار، بأنه يتعين على المسؤولين الحاليين لمجلس الإدارة أخذ هذه الخلية بعين الاعتبار، لأنها متواجدة لغرض محدد، وهو مساعدة المولودية على النهوض. "مهمتنا المستعجلة هي شراء ديون العميد ورفع رأسمال الشركة التجارية" وقال عضو لجنة الأنصار للمولودية، إن الخلية التي تم تنصيبها ستشرع في التحرك قريبا وستقوم بتحسيس الأنصار بضرورة المساهمة في تزويد خزينة الفريق، مؤكدا بأن كل الأموال التي يتم جمعها ستمر عبر محضر قضائي، حيث أن هذا الأخير يقوم بإعطاء صبغة قانونية منظمة للعملية من خلال تسجيل المبالغ المالية التي يقدمها كل مساهم، وأوضح بأن تلك الأموال سيتم استغلالها بصفة مستعجلة في شراء ديون العميد، ومنها رفع رأسمال الشركة التجارية ليكون المجال مسموحا لفتح الأسهم أمام الجميع. وحسب بن شيخ، فإن هذه العملية ستكون سارية المفعول لمدة سنة قابلة للتمديد، وذلك حسب رغبة الأنصار. وعلى صعيد آخر، أكد بأن عدد مناصري المولودية يصل إلى ثمانية ملايين عبر كامل التراب الوطني، دون احتساب جمهور المهجر، وهو ما يبين مدى شعبية هذا النادي الذي يمثل رمز الكرة الجزائرية. بينما على المدى البعيد، قال بن شيخ إن المهمة الرئيسية للخلية هي ضخ المزيد من الأموال في خزينة الفريق لتمكينه من الدخول في العملية التجارية والإقتصادية، حسب ما تنص عليه قوانين الإحتراف، حيث سيستفيد من فوائد وعائدات المبيعات ليقوم بتمويل نفسه بنفسه دون الحاجة إلى مساعدات الدولة أو أطراف أخرى. وفيما يخص مشكل الملعب الذي يبقى الهاجس الأكبر للشناوة، قال إن العائق الوحيد هو عدم وجود مساحات أرضية على مستوى العاصمة جاهزة لتشييد ملعب خاص بالنادي. "قررنا المضي نحو هدفنا دون رجوع إلى الوراء" وبالمقابل، فإن الخلية التي تم تنصيبها يوم 26 نوفمبر الماضي تعتبر مستقلة تماما عن المكتب المسير الحالي، وأكد بن شيخ بأنهم راسلوا إدارة النادي يوم 6 ديسمبر وتلقوا ردا رحب فيه المسؤولون بتلك المبادرة ووعدوهم بتقديم المساعدات اللازمة، طالما أن الهدف من ورائها هو مساعدة النادي ماليا. وأكثر من ذلك، فقد قرروا عقد اجتماع مع أعضاء هذه الخلية قريبا. وقد ألح بن شيخ على ضرورة إنجاح المبادرة، رغم وجود عدة عقبات في الطريق، وقال بالكلمة الواحدة "قررنا المضي نحو هدفنا دون رجوع إلى الوراء". سراي "على الإقتصاديين الإستجابة لنداء رئيس الجمهورية بمساعدة الفرق الرياضية والإعتناء بالشباب" ومن جهته، أكد عضو الخلية المنصبة من طرف لجنة أنصار المولودية، السيد سراي، الذي يعتبر من أكبر الخبراء في المجال المالي والإقتصادي وهو من مستشاري رئيس الجمهورية وأحد إطارات البنك العالمي وهيئة الأممالمتحدة، بأنه آن الأوان لجميع محبي المولودية ان يتحركوا لإنقاذها، لأن هذا الفريق يعتبر رمزا تاريخيا كبيرا، وأوضح بأنه قرر الإستجابة لنداء الأنصار الذين طلبوا منه المساهمة بخبرته في إنحاج المبادرة التي تم إطلاقها. كما يريد الإستجابة أيضا لنداء رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، القاضي بضرورة مساهمة المؤسسات الإقتصادية في الدعم المالي للفرق الرياضية لخدمة الشباب. وأبدى سراي تأسفه للغياب التام للمستثمرين في قطاع الرياضة في الجزائر رغم النداءات المتكررة والحملة الإعلامية الضخمة، وهو راجع لغياب الثقافة في هذا المجال، على غرار البلدان المتقدمة. ولذلك، فقد أوضح بأن الأندية الجزائرية لم تدخل بعد عالم الإحتراف، رغم أنها تلعب تحت غطائه للموسم الثاني، إذ ان استمرار مطالبتها بمساعدات الدولة يتنافى مع قواعد الإحتراف. "يجب البحث عن المستثمرين في الداخل والخارج لإقناعهم" ولغرض جعل صوت الأنصار نافذا ومؤثرا في القرارات التي يتم اتخاذها على مستوى المكتب المسير، أشار سراي إلى ضرورة العمل على جمع أكبر عدد ممكن من الإمضاءات لدى الأنصار ليكون لها ثقل أكبر، بينما شدد على وجوب البحث الدائم عن المستثمرين ورجال الأعمال سواء في الداخل أو في الخارج من أجل إقناعهم بالمساهمة في أسهم النادي، مؤكدا بأنه مستعد لتقديم يد المساعدة معتمدا على معارفه الواسعة في هذا المجال، ودعا مسؤولي المولودية الحاليين إلى الإستماع لأعضاء هذه الخلية لأن هدفهم واضح.العربي.خ