ستتعزز قريبا رفوف المكتبات الجزائرية' بموسوعة العلم والتكنولوجيا في الإسلام' الصادرة عن دار ثالة، لمؤلفها التركي 'فؤات سزغين' ومترجمها إلى اللغة الفرنسية، الباحث الجزائري 'فريد بن فغول'، والتي تهدف إلى إبراز الإنجازات العلمية للمسلمين التي ساهمت بشكل قوي في رقي البشرية في الفترة الممتدة من القرن السابع حتى القرن السادس عشر، إلى جانب دحض مجمل إدعاءات الفكر الغربي الذي يحصر الحضارة على الإنسان الغربي دون غيره من البشر. جاءت الموسوعة التي تضم خمسة مجلدات في طبعة فاخرة، إذ يحوي كل مجلد ما يقارب 1200 صفحة، قدم المجلد الأول مقدمة عن تاريخ العلوم العربية الإسلامية، فيما جاء المجلد الثاني بمجمل اختراعات المسلمين في علم الفلك، بينما خصص المجلد الثالث لعلوم الجغرافيا، الإبحار، الهندسة، الساعات والبصريات، أما المجلد الرابع فلقد فصل في علوم الطب الكيمياء والمعادن التي اهتم بها المسلمون قبل غيرهم، هذا وأثرى المؤلف مجلده الخامس والأخير لعلوم الفيزياء، التكنولوجيا، الهندسة المعمارية، التقنيات العسكرية والتحف القديمة. وفي هذا الصدد، صرح مدير دار ثالة ' محمد طاهر قرفي' ل"الأمة العربية"، أنه تم شراء حقوق النشر من أجل إعادة طبع الموسوعة لأول مرة في العالم العربي والإسلامي، في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، مضيفا بأنه سيعقد ندوة صحفية قريبا ومن المرتقب أن تنظم بالمكتبة الوطنية 'الحامة' بحضور كل من الكاتب والمترجم معا، وهذا قصد الترويج لهذا العمل الضخم وتوزيعه في كافة المكتبات الجزائرية، باعتبارها مرجعا هاما وفريدا للقراء والباحثين في التراث العربي الإسلامي. إن 'موسوعة العلم والتكنولوجيا في الإسلام'، ستسمح بالتعرف بدقة وعن كثب على العلماء المسلمين وما حققوه من إنجازات فكرية علمية في مجالات عدة لم تقتصر كما يعتقد البعض في العلوم الدينية وعلم النحو والبلاغة لأنهم أولوا عنايتهم بالعلوم البحثة والعلوم التطبيقية وفي مقدمتها الحساب والجبر والهندسة والفلك، الطب والكيمياء، وغيرها من العلوم المتداولة آنذاك والتي لم تخل من أهداف دينية، ذلك لأن الإسلام يجمع بين الدين والعلم ولا يوجد تناقضا بينهما. تحتوي 'موسوعة العلم والتكنولوجيا في الإسلام'، العديد من الصور التوضيحية النادرة لمختلف الاختراعات استنادا لمخطوطات قديمة كان قد جمعها وحققها مؤلفها، ومن شأنها الإسهام في تغيير وجهات نظر المفكرين الغربيين عن العالم الإسلامي، ودفع المسلمين إلى امتطاء ركب التكنولوجيا والخروج من عزلتهم لفهم الواقع والاستجابة لمستجدات المستقبل الحضاري بشكل قويم، تمكنهم من مجابهة مختلف الأخطار التي تحدق بمقوماتهم الحضارية والثقافية.