كشف دراسة أكاديمية قام بها مختصون في ولاية سوق أهراس أن 70 بالمئة من طلاب المرحلة الثانوية في مدارس الولاية يمارسون العنف ضد أساتذتهم بأشكال مختلفة، بدءا من عصيان الأوامر حتى السب والضرب وأن 40 بالمئة من الطلاب وجهت لأولياء أمورهم إنذارات بسبب انحراف السلوك. وقد أبدى الكثير من أولياء التلاميذ تخوفهم إزاء ظاهرة العنف بالمدارس وكثيرون هم أولئك التلاميذ في مختلف الأطوار الذين يتلقون سوء المعاملة من قبل بعض الأساتذة الذين يتعمدون التجريح والتقليل من شأنهم أمام أقرانهم مما قد ينشئ البغضاء بينهم أو يدفعهم إلى كراهية المدرسة. من جهة أخرى، يشتكي الأساتذة بدورهم من الألفاظ والكلمات البذيئة التي تلقى على مسامعهم من طرف التلاميذ وهي الظاهرة التي بدأت في الاتساع بشكل يوحي بتدهور ملموس في المستوى الأخلاقي التي انتشرت فيها العدوى بشكل كبير. وفي هذا الإطار تقول السيدة "صليحة" أستاذة اللغة الفرنسية بإحدى متوسطات سوق أهراس إن مواقع المدارس والمتوسطات تكون هي السبب في بعض الأحيان كونها تحاذي الأسواق الفوضوية وبائعي السجائر والتلاميذ يستمعون إلى الكلام البذيء ويتناقلوه فيما بينهم خاصة المراهقين منهم والذين لا يتوانون عن التلفظ به كنوع من الانتقام. وما زاد الطين بلة أن القانون التوجيهي الجديد ينص على منع استعمال الضرب أو التأديب في حق التلاميذ إذ أبقى بالموازاة مع ذلك على عقوبات إدارية يمكن للإدارة أو المعلم أن يلجأ إليها إذا ارتكب التلميذ ما يستوجب ذلك، وهذا ما جعل التلاميذ لا يخشون أحدا طالما أنهم لا يتعرضون للعقاب. يحدث هذا رغم إنشاء الوزارة الوصية للجنة أنشئت خصيصا لمحاربة وعلاج تفاقم ظاهرة العنف في المدارس. ..و"الكيتور" أو الشفرة المكتبية أداة جديدة لاغتصاب الحياة في المدارس ظاهرة "الكيتور" الذي أضحى سلاحا جديدا فهو إن لم يترك الضحية جثة هامدة، تسبب لها في تشوهات خلقية تصل إلى درجة الإعاقة وأكثر ضحاياه من الفتيات. هذه القضايا أثارت غضب وسخط الشارع السوقهراسي، بعد أن أكدت التقارير الأسبوعية لمصالح الأمن أن الاعتداءات بالسلاح الأبيض قد ازدادت، حيث وصل عدد ضحايا الاعتداءات إلى 8 بالمئة ضحايا عنف جسدي، منهم تسع حالات تم الاعتداء عليها بواسطة هذه الآلة "الشفرة المكتبية" والموجهة لمنطقة الوجه بالتحديد. وقد شدد عدد من الأخصائيين وبعض الباحثين في علم الاجتماع إلى جانب عدد كبير من الأطباء على ضرورة التحرك العاجل من قبل الجهات والهيئات المسؤولة لإيجاد حلول في القريب العاجل خاصة وأن "الندبات" التي يحملونها في وجوههم لا تجعلهم يستعيدون نسق الحياة العادية بسهولة خصوصا وأن آثارها بادية على وجوههم، لا تقضي على جمالهم فقط، بل على مستقبلهم كذلك في حجم الاعتداءات، حيث وصلت الفحوصات في العديد من المرات إلى استقبال أزيد من خمس حالات، والغريب أن أغلب هذه الاعتداءات سجلت على مستوى الوجه ويبلغ طول الجرح أزيد من 45 سنتيمر، بحيث يتأثر العصب الوجهي والذي يسبب شللا ما يؤدي بدوره في النهاية إلى التشوه الخلقي مدى الحياة، وما ينجر عنه بعد ذلك من أزمات نفسية حادة تعيشها الضحية وأحيانا في صمت.