كاد المؤتمر التأسيسي الولائي لجبهة المستقبل ينتهي بالفشل بعد الفوضى التي نشبت بين مناضليها الذين دخلوا في شجار عنيف بواسطة لوحة طاولة مهترئة خصصت للصحافة، إثر الإعلان في نهاية اللقاء عن قائمة المندوبين الذين سيحضرون المؤتمر الوطني وإسقاط أحد العناصر من الشباب من ضمن 20 مندوبا تم اختيارهم من فئة الشباب من كلا الجنسين، اضطر رئيس الجبهة عبد العزيز بلعيد إلى الانسحاب من الباب الخلفي للمركز الثقافي عبد الحميد ابن باديس (كلية الشعب سابقا) الذي ضم مؤتمرهم الولائي وصف عبد العزيز بلعيد خلال المؤتمر الولائي المنعقد، صبيحة أمس الجمعة، بمقر المركز الثقافي عبد الحميد ابن باديس المجتمع الجزائري بالهش، أو كما قال هو ب: "الفراجيل" وأنه بحاجة إلى طبيب نفساني ليعالجه بسبب المشاكل التي يعاني منها. وقال رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد إن الجزائر لا تعاني من مشكل مادي أو فراغ الخزينة العمومية، بل تعاني من مشاكل أخرى تحتاج إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، وأن يكون حوارا حقيقيا داخل وخارج الأحزاب السياسية والجمعيات، وأراد رئيس جبهة المستقبل بهذا القول الخروج المتكرر للمواطنين إلى الشارع في حركات احتجاجية، والتي أصبحت أمرا عاديا بالنسبة للمواطن الذي ما زال يشتكي من الغلاء وغياب الغاز الطبيعي وحرمانه من السكن وكل حاجياته الضرورية. وانتقد عبد عزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل، غياب السياسيين في الحركات الاحتجاجية التي يشنها المواطنون وتهدئتهم وإقناعهم وطرح عليهم الحلول، موضحا أن خروج الشرطة لتفرقة المتظاهرين سببه فشل السياسيين والمجتمع المدني. وحمّل رئيس جبهة المستقبل الجميع المسؤولية، من الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، إلى الوالي ورئيس الدائرة، وأن يلعبوا دورهم كما ينبغي. كما انتقد رئيس جبهة المستقبل تدني الأخلاق السياسية داخل الأحزاب وتبني مناضليها الفكر الانتهازي وتفشي الرشوة داخل هذه الأحزاب، لدرجة أنه أصبح رجل السياسة يردد بالقول: "والله فلان طير بلاصتو في الأبيان". وتفشي هذه الثقافة من وجهة نظر رئيس جبهة المستقبل سببها غياب أرضية سياسية نظيفة. وعلى صعيد آخر، اعتبر رئيس جبهة المستقبل أن مؤهلات المناضل داخل حزب من الأحزاب، لا تعني التكوين الجامعي أو التعليمي، بقدر ما تعني مستوى تكوينه سياسيا، وبخاصة الشباب، لأن الجزائر في حاجة إلى رجال ونساء في المستوى، يعرفون معنى "الميدان"، لكن هذا لا يعني حسب عبد العزيز بلعيد تهميش الكفاءات الجامعية التي نعتمد عليها في الجانب الاقتصادي، لكن هذه الأخيرة أضاف قائلا "مهمشة" ولم تأخذ حقها الذي تستحقه. وعلى حد قوله هو، فإن فشل الحكومة وصل إلى حد أنها أصبحت تعتمد في تسيير مواردها المائية وتطهير قنوات صرف مياهها على الأجانب، بالرغم من أن هذا القطاع لا يحتاج كما قال هو إلى كمبيوتر، مؤكدا في سياق حديثه أنه لم يبق سوى أن نستورد حكومة من الخارج لتسيّرنا، وهي رسالة وجهها إلى رئيس الحكومة أحمد أويحيى الذي فشل حسبه في تسيير شؤون البلاد وعطّل عجلة اقتصادها، في الوقت الذي نجح فيه القطاع الخاص في تسيير مشاريعه، وهذا لأنه كما قال "الرجل المناسب لم يكن موضوعا في مكانه المناسب". وحول تنظيمه الجديد، قال عبد العزيز بلعيد إن حزبه تيار وطني، يستمد أفكاره وأرضيته من بيان أول نوفمبر 54، ويضم كل الإطارات الشبانية، بما فيها الجالية بالخارج (كندا، فرنسا، إسبانيا وبروكسل)، التي ستكون لهم مشاركة قوية في المؤتمر الوطني كمندوبين، علما أن المؤتمر الولائي لجبهة المستقبل كشف وجوها غاضبة من بعض الأحزاب السياسية انضمت إلى حزب بلعيد، وفي مقدمتهم مناضلين في الحزب العتيد وكذا حزب أحمد أويحيى وإطارات من أبناء المجاهدين. وقد كاد مؤتمر جبهة المستقبل يلقى نجاحا باهرا من خلال الحضور المكثف للإطارات الجامعية الشبانية من كلا الجنسين، لولا الفوضى التي نشبت خلال الإعلان عن قائمة المندوبين الذين سيشاركون في المؤتمر الوطني التأسيسي الذي حدد لتاريخ التاسع من شهر فيفري الجاري، وعلى مدار ثلاثة أيام، بقاعة الأطلس باب الواد بالجزائر العاصمة، بعدما تم إقصاء أحد المناضلين من اتحاد الشبيبة الجزائرية من حضور المؤتمر الوطني كمندوب، فتحوّل المؤتمر إلى حلبة للمصارعة بعد نشوب شجار عنيف بواسطة طاولة مهترئة خصصت للصحافة، رافقته ملاسنات كلامية، اضطر البعض إلى الانسحاب، بما فيهم رئيس الجبهة الذي انسحب هو الآخر من الباب الخلفي.