لم يجد حوالي 90 تلميذا من قرية المحقن يزاولون دراستهم بالمؤسسات التعليمية لمدينة أرزيو حلال لمشكلاتهم العويصة المتمثل في غياب مركبات النقل المدرسي الذي رهن حظوظهم في التمدرس وسط أجواء عادية رغم طرقهم لكل الأبواب وكانت المحقن قد عاشت في بداية الموسم الدراسي الحالي على وقع احتجاجات سلمية قام بها تلاميذ القرية بغرض إسماع معاناتهم لأية جهة رسمية أو محلية يمكن لها أن تتدخل في القضية أو تحدث فيها التغيير المنشود بعدما عجزوا عن مواصلة حق التعليم نتيجة عوز عائلاتهم الظاهر للعيان على وجوه سكان هذه القرية المنسية، وكان الحدث قد خلف حالة استنفار قصوى في أوساط السلطات المحلية لأرزيو التي تنقل ممثلون عناه إلى عين المكان للوقوف على حقيقة الوضع والاستماع لإنشغالات التلاميذ الغاضبين، ومن بين الانشغالات التي رفعها هؤلاء إلى السلطات مشكل انعدام الأمن بمحطة نقل المسافرين بأرزيو واستفحال الاعتداءات التي ازدادت حدة حسبهم بسبب غياب دوريات الأمن بهذا المكان لا سيما بعد انتهاء الدوار في الفترة المسائية، أين تتحول الشوارع المحاذية لهذه المحطة إلى مواقع خلفية للمجرمين الذين يقصدونهم ويطلبون منهم مبالغ مالية مقابل عدم التعرض لهم والإيذاء وتتقاطع شهادات التحاقهم بعين المكان في أن الالتحاق بالمحطة المذكورة أو بمؤسساتهم التعليمية يتسم بالحذر الشديدين فهم مضطرون للسير على شكل مجموعات صغيرة لضمان عدم التعرض لهم، وأوضح مصدر محلي من القرية في يساق حديثه عن أزمة النقل المستنسخة في كل موسم دراسي بأن متاعب التلاميذ مع النقل لا تزال متواصلة حيث يلجأ الميسورون منهم لمركبات النقل العاملة على خط أرزيو وهران أما المعوزون فإنهم يضطرون يوميا للوقوف على حواف الطريق المؤدي إلى القرية على أمل أن يتوقف مستعملوه ليخففوا عنهم عناء السير على الأقدام وهي نفس الصور والمشاهد التي تتكرر في الفترة الصباحية لكن بحدة أكبر لأنهم ملزمون بتقديم مبررات التأخر لإدارة المؤسسة التي ينتمون إليها.